لا تُلْهِيَنَّكَ عَنْ مَعادِكَ لَذَّةٌ ... تَفْنى وَتورِثُ دائِمَ الْحَسَراتِ
إنَّ السَّعيدَ غَدًا زَهيدٌ قانِعٌ ... عَبَدَ الإِلهَ بِأَحْسَنِ الإِخباتِ
أَقِمِ الصَّلاةَ لِوَقْتِها بِطهورِها ... وَمِنَ الضَّلالِ تَفاوُتُ الْمِيقاتِ
وَإذا اتَّسَعْتَ بِرِزْقِ رَبِّكِ فَاجْعَلَنْ ... مِنْهُ الأَجَلَّ لأَوْجُهِ الصَّدَقاتِ
في الأَقْرَبينَ وفي الأَباعِدِ تارَةً ... إِنَّ الزَّكاةَ قَرينَةُ الصَّلَواتِ
وَارْعَ الْجِوارَ لأَهْلِهِ مُتَبَرِّعًا ... بِقَضاءِ ما طَلَبوا مِنَ الْحاجاتِ
وَاخْفِضْ جَناحَكَ إِنْ رُزِقْتَ تَسَلُّطًا ... وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ عَنْ هَنٍ وَهَناتِ
وقال أيضًا:
كَأنَّك في أُهَيْلِكَ قَدْ أُتيتا ... وفي الْجيرانِ وَيْحَكَ قَدْ نُعيتا
كَأنَّكَ كُنْتَ بَيْنَهُمُ غَريبًا ... بِكَأسِ المَوْتِ صِرْفًا قَدْ سُقيتا
وأَصْبَحَتِ المَساكِنُ مِنْكَ قَفْرًا ... كَأنَّكَ لمْ تَكُنْ فيها غَنيتا
كَأنَّكَ والْحُتوفُ لهَا سِهامٌ ... مُفَوَّقَةٌ بِسَهْمِكَ قَدْ رُميتا
وَإنَّكَ إِذْ خُلِقْتَ خُلِقْتَ فَرْدًا ... إلى أَجَلٍ تُجيبُ إذا دُعيتا
إِلى أَجَلٍ تُعَدُّ لَكَ اللَّيالي ... إذا وَفَّيْتَ عِدَّتَها فَنيتا
وكُلُّ فَتًى تُغافِصُهُ الْمَنايا ... ويُبْليهِ الزَّمانُ كَما بَليتا
فَكَمْ مِنْ مُوجعٍ يَبْكيكَ شَجْوًا ... ومَسْرورِ الْفؤادِ بِما لَقيتا
وقال أيضًا:
مِسْكينُ مَنْ غَرَّتِ الدُّنيا بِآمالِهْ ... كَمْ قَدْ تَلاعَبَتِ الدُّنيا بِأَمثالِهْ
يَنْسى الْمُلِحُّ على الدُّنيا مِنَيَّتَهُ ... بِطُولِ إدْباره فيها وإقْبالِهْ