وقُلْ لِلعِدَى في كُلِ قُطْرٍ وجَانِبٍ ... بِكُل النَّواحِي عُجْمُهَا والأعَارِبِ
أَنيبُوا وَإلاَّ فاسْتِعدُّوا وأَجْمِعُوا ... لِبْيضِ وفُرْسَانٍ وجُرْدٍ شَوَازِبِ
جُنُودٌ تُرِيك في ضِيَا الشَّمْسِ ظُلْمَةً ... تُرى البَيضَ فيها كالنُجُومِ الثَّواقِبِ
إذَا مَا غَزَوا بالجَيِشِ حَلَّقَ فَوقَهُم ... عَصَائِبُ طَيرٍ تَهْتَدِي بِعَصَائِبِ
تُلازَمُهُمُ حتَّى يُغِرْنَ مَغَارَهُمْ ... مِن الضَّارِيَاتِ بالدمَاءِ الَّدوَارِبِ
هُمُو مَعْشَرُ الإِخوانِ دَامَ سُرُورُهُم ... ولا سُرَّ مَن يَرْمُيهُمُو بالمَعَائِبِ
لَهُمْ أُسْوةٌ في فِعْلِ صَحْبِ نَبِّيهم ... وهِمِّتُهُم مَصْرُوفَةٌ في العَوَاقِبِ
فَيا رَبِّي يَا مَنَّانُ يَا مَنْ لَهُ البَقَاءُ ... ويَا خَيرَ مَن يُرْجَى لِنَيل المآرِبِ
أَعِذْهُم مِن الإِعْجَابَ مَعْ كُلِّ فِتْنَةٍ ... وثَبِتْهُمُو يَا رَبِّ يَا خَيرَ وَاهِبِ
وصَلِّ إِلهي مَا تألقَ بَارِقٌ ... ومَا انْهَلَّ وَدْقٌ مِن خِلالِ السَّحَائِبِ
ومَا طَلَعَتْ شَمْسٌ ومَا حَنَّ راعِدٌ ... عَلَى السَّيِدِ المُخْتَارِ مِن نَسْلِ غَالِبِ
كَذا الآلُ والأصحابُ مَعْ كُلِ تَابعٍ ... وتَابِعِهم مَا ضَاءَ نُورُ الكَوَاكِبِ
هذه أرْجُوزَةٌ فيها عِبَرٌ وَمَواعِظ ذُكِر فيها كثيرُ من الخُلْفَاء:
الحَمْدُ للهِ العَظِيمِ عَرْشُهُ ... القَاهِرِ الفَرْدِ القَوِيِّ بَطشهُ
مُقَلِّبِ الأيَامِ والدُهُورِ ... وجَامِعِ الأنَامِ لِلنُشُورِ
ثُمَّ الصَّلاةُ بِدَوامِ الأَبَدِ ... عَلَى النَّبِي المُصْطَفَى مُحَمَّدِ
وآلهِ وصَحْبِهِ الكِرَامِ ... السَّادَةِ الأَئِمَةِ الأَعْلامِ
وبَعْدُ إن هَذه أُرجوزةٌ ... نَظمتها لَطِيفَةٌ وجِيزَهْ
نَظَمّتُ فيها الرَّاشِدِينَ الخُلَفَا ... مَن قَامَ مِنْ بَعْدَ النبي المصطفَى
ومَنْ تَلاهَمْ وهلُمَّ جَرَّا ... جَعَلْتُهَا تَبْصِرةً وذِكْرَى
لِيَعْلَمَ العَاقِلُ ذُو التبصير ... كَيفَ جَرَتْ حَوَادثُ الأُمُورِ
وكُلُ ذِي مَقْدِرَةٍ ومُلْكِ ... مُعَرَّضُونَ لِلْفَنَا والهُلْكِ