ولَكِنَّهمُ في بَلْدَةٍ وَمَحَلَّةٍ ... بِهَا بَيتُ رَبِّ العَرْشِ أغْلَبَ غَالِبِ
فلا يُرتَضَى فِيهَا قِتَالٌ وفِتْنَةٌ ... بِذَا قَدْ أتَى نَصٌ بأعْلَى المَراتِبِ
ولَكنَ مَولانَا الكَرِيم بِفَضْلِهِ ... أزالَ العِدا مِن غَيرِ ضَرْبِ القَواضِبِ
فَخامَرهُم رُهْبٌ شَدِيدٌ فأُرْجِفُوا ... وفَرَّوا سِرَاعًا مِن جَمِيعِ الجَوانِبِ
فَلَمَّا تَحَقَقْنَا وَطَابَ لَنَا المُنَى ... بِفَضْل وَليِّ الفَضْلِ مُسْدِي المَواهِبِ
دَخَلْنَا نُلِبِّي حَاسِرِينَ رُءُوسَنَا
" ... وطُفْنَا بِذِي الأنْوَارِ بَينَ الأَخَاشِبِ
دَعَونَا وكَبَّرنَا عَلى المَرْوِ والصَّفَا ... وتِلْكَ البِقَاعِ النَّيِراتِ الأطَائِبِ
وَوَاللهِ لَمْ نَسْفِكْ دِمَاءً ولَمْ يَكُنْ ... سِوَى الحَرمِ العَالِي لَنَا مِنْ مَآرِبِ
مَعَ الهَدْمِ لِلأَوَثَانِ والشِّرْكِ وَالرَّدَى ... وتَجْويدِنَا التَّوحِيدَ أوجَبَ وَاجِبِ
فَشُكْرًا لِمَنْ أسْدَى الجَمِْيلَ بصُنْعِهِ ... فَتِلْكَ لَعَمْرِي مِن عَجِيبِ العَجَايِبِ
فَيَا أيُّها المُزْجِي ذَبُولاً عَرَنْدَسًا ... عُذَافَرةً تَطْوِي طَوِيلَ السَّبَاسِبِ
إذَا مَا رَأتْ لِلسَّوطِ ظِلاً رَأيتَها ... كَقَائِدَةِ الآرَامٍ رِيعَتْ بِطَالِبِ
تَحَمَّلْ هُدِيتَ الخَيرَ مِنِّي تَحِيَّةً ... إلى مَلِكٍ سَامِى الذُرَى والمَناقِبِ
وقُلْ بَعْدَ تَسْليمٍ مَعَ البُعْدِ والنَّوى ... لَيَهْنِكَ يَا ابْنَ الأمْجَدَيِنَ الأطَائِبِ
فَحَكِّمْ بِهَا شَرْعَ الإِلهِ ودِينَهُ ... تَنَلْ مِن إلهِ العَرْشِ أسْنَى المَطَالِبِ
وكُنْ شَاكرًا للهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ... فَقَيْدُ الأيادِي شُكْرُ مُسْدٍ وَوَاهِبِ
ومِنْ مُبِلغٍ عَنِي حُسَينًا وفَيصَلاً ... وأعْوانَهُمْ مِن كُل فَدْمٍ وعَائِبِ
بأنَّا بِحَمْد الله لا رَبَّ غَيرُهُ ... عَلَى مَنْهَجِ المُخْتَارِ خَتْمَ الأطَائِبِ
فَلاَ نَدْعُو إلاَّ الله جَلَّ جَلاَلُه ... تَقَدَّسَ عَن نِدٍ وقَولٍ لِكَاذِبِ
ونَدْعُو إلى التَّوحِيدِ سِرًّا وَجَهْرَةً ... إلى أنْ يكُونَ الدينُ خَالِي الشَّوائِبِ
ونَأْمُرُ بالتَّقْوَى وَننْهَى عَن الرَّدَى ... ونَدْعُو لِحج البَيتَ لاَ فِعْلِ كَاذِبِ
ومَنْ صَدَّ عَنْ هَذَا تَمَرَّدَ واعْتَدىَ ... سَنُسْقِيهِ كَأسًا مِنْ سُمُومِ العَقَارِبِ
ونُلْقِمُهُ صَخْرًا ونَشْدَخُ رَأْسَهُ ... إلى أنْ يُرَى للهِ أوَّلَ آيبِ