ونحَنُ وكُلُّ مَن فِيهَا كَسَفْرٍ ... دَنَا مِنّا الرِّحِيلُ على الوفَازِ
جَهِلْنَاهَا كَأنْ لَمْ نَخْتَبِرْها ... عَلَى طُولِ التَّهانِي والتَّعازِي
ولَمْ نَعْلَمْ بأنْ لا لَبْثَ فِيهَا ... ولاَ تَعْرِيجَ غَيرَ الاجْتِيَازِ
انْتَهَى
وقال رحمة الله عليه:
الشَّيبُ نَبَّهَ ذَا النُّهَى فَتَنَبَّها ... ونَهى الجَهُولَ فَما اسْتَفاقَ ولا انْتَهى
بلْ زادَ نَفْسي رغْبَةً فتهافَتَتْ ... تَبْغي اللُّهى وكأَنْ بِها بَينَ اللَّها
فَإلى متى أَلْهُوا وأَفْرَحُ بالْمُنى ... والشَّيخُ أَقْبَحُ ما يَكونُ إِذا لَها
ما حُسْنَه إلا التُّقى لا أَنْ يُرَى ... صَبًّا بأَلحاظِ الجآذِرِ والْمَها
أَنّى يُقاتِلُ وهو مَفْلولُ الظُّبا ... كابِي الجَوادِ إِذا اسْتقلَّ تَأَوَّها
مَحَقَ الزَّمانُ هِلالَهُ فَكأَنَّما ... أَبْقَى لَهُ مِنْهُ عَلى قَدْرِ السُّها
فَغَدا حَسِيرًا يَشْتَهي أَنْ يَشْتَهي ... ولكَمْ جَرى طلقَ الجَمُوحِ كما اشْتَهى
إِنْ أَنَّ أَوّاهٌ وأجْهَشَ في البُكا ... لِذُنوبهِ ضَحِكَ الظَّلُومُ وقَهْقَها