ويُخْزِي كُلَّ أفَّاكِ أثِيمٍ ... وَيَجْزْي كُلَّ خَتَّارٍ بِبَطْشِ
إذَا رُمْتَ الرَّضَا والعَفْوَ مِنْهُ ... تَنَزَّهْ عَنْ قَبِيحِ الفِعْلِ وامْشِ
وله أيضًا - رحمه الله ورضي عنه:
تُغازِلُنِي المَنِيَّةُ من قَريبٍ ... وتَلْحَظُنِي مُلاحَظَةَ الرَّقيبِ
وتَنْشُر لِي كِتابًا فيهِ طَيٌِّّ ... بِخَطِ الدَّهْرِ أَسْطُرُه مَشِيبِي
كِتابٌ في مَعانِيهِ غُموضٌ ... يلوحُ لكُلّ أَوَّابٍ مُنِيبِ
أَرى الأَعْصارَ تَعصِرُ مَاءَ عُودِي ... وقِدْمًا كنْتُ ريَّانَ القَضيب ِ
أدالَ الشَّيبُ يا صَاحِ شَبابِي ... فَعُوِّضْت البَغيضَ من الحبيبِ ...
وَبُدَّلتُ التَّثاقُلَ مِنْ نَشاطِي ... ومِنْ حُسْنِ النَّضارَةِ بِالشُّحوبِ
كَذاكَ الشَّمْسُ يعلوها اصفِرارٌ ... إِذَا جنحَتْ ومالَتْ للغُروبِ
تُحارِبُنا جُنودٌ لاَ تُجارَى ... ولا تُلْقَى بِآسادِ الحُرُوبِ
هيَ الأقدارُ والآجالُ تأْتِي ... فَتَنْزِلُ بِالمُطَبِّبِ والطَّبِيبِ
تُفَوِّقُ أَسْهُمًا عن قَوسِ غَيبٍ ... وما أَغْراضُها غَيرُ القُلوبِ
فأَنِّى بِاحْتِراسٍ مِنْ جُنودٍ ... مؤيَّدَةٍ تُمَدُّ مِنَ الغُيوبِ
وما آسَى عَلى الدُّنيا ولكنْ ... على ما قد ركبتُ من الذُّنوبِ
فيا لَهفي على طولِ اغتِراري ... ويا وَيحي من اليومِ العَصِيبِ
إِذا أَنا لم أَنُحْ نَفْسِي وَأَبكي ... على حُوبي بِتَهْتَانٍ سَكوبِ
فَمَنْ هذَا الّذِي بَعْدي سَيبكي ... عليها من بَعيدٍ أو قريبِ؟
آخر:
أَيَعْتَزُّ الفَتَى بِالْمَالِ زَهْوًا ... وما فِيها يفُوتُ عن اعْتِزَازِ
ويَطَّلُبُ دَولَةَ الدُّنْيا جُنُونًا ... ودَولَتُها مُحَالِفةُ المَخَازِي