لَيسَتْ تُنَهْنِهُهُ العِظاتُ ومِثْلُهُ ... في سِنِّهِ قَد آنَ أن يَتَنَهْنَها ...
فَقَدَ اللِّدَّاتِ وزَادَ غَيًّا بَعدَهُمْ ... هَلاَّ تَيَقَّظَ بَعْدَهُمْ وتَنَبَّها؟!
يا وَيحَهُ ما بالُهُ لا ينْتَهِي ... عَنْ غَيِّهِ؛ والعُمْرُ مِنْهُ قد انتَهى؟!
قد كانَ مِن شِيَمي الدَّها فترَكتُهُ ... عِلْمًا بِأَنَّ مِنَ الدَّها تُرْكُ الدَّها
وَلَوَ أنني أَرضى الدَّناءَةَ خُطَّةً ... لَوَدِدْتُ أني كنْتُ أَحْمَقَ أَبْلَها
فلقَدْ رأَيتُ الْبُلْهَ قد بَلَغُوا المَدى ... وتَجَاوَزُوهُ وازْدَرَوا بأُولِي النُّهى
منْ ليسَ يَسْعى في الخَلاصِ لِنَفْسِهِ ... كانتْ سِعايَتُه عَلَيها لا لَها
إنَّ الذُّنوبَ بِتَوبَةٍ تُمْحَى كَما ... يَمْحُو سُجودُ السَّهْوِ غَفْلَةَ مَنْ سَها
وقال أيضًا - رضي الله عنه -:
قدْ بَلَغْتَ السِّتِّينَ ويحَكَ فاعْلَمْ ... أَنَّ ما بَعْدَها عَلَيكَ تَلَوَّمْ
فَإذا ما انْقضَتْ سِنُوكَ ووَلَّتْ ... فَصَلَ الحاكِمُ القَضاءَ فَأَبرَمْ
أنتَ مِثلُ السِّجِلِّ يُنشَرُ حِينًا ... ثمَّ يُطْوى من بَعدِ ذاكَ ويُخْتَمْ