وَبَعدُ فَالأفضَلُ بَاقِي العَشرةِ ... فَأَهلُ بَدْرٍ ثُمَّ أَهْلِ الشَّجَرةِ

وَقيلَ أَهلُ أحُدٍ المقَدَّمهْ ... والأَوَّلُ أَولَى لِلنُّصُوصِ الْمُحْكَمَهْ

وعائشة في العلم مع خديجهْ ... في السبق فافهم نكتة النتيجهْ

وليس في الأمة كالصحابة ... في الفضل والمعروف والإِصابة

فإنهم قد شاهدوا المختارا ... وعاينوا الأسرار والأنوارا

وجاهدوا في الله حتى بانا ... دين الهدى وقد سما الأديانا

وقد أتى في محكم التنزيل ... من فضلهم ما يشفي للغليل

وفي الأحاديث وفي الآثار ... وفي كلام القوم والأشعار

ما قد ربا من أن يحيط نظمي ... عن بعضه فاقنع وخذ عن علم ...

واحذر من الخوض الذي قد يزري ... بفضلهم مما جرى لو تدري

فإنه عن اجتهاد قد صدر ... فأسلم أذل الله من لهم هجر

وبعدهم فالتابعون أحرى ... بالفضل ثم تابعوهم طرا

وكل خارق أتى عن صالح ... من تابع لشرعنا وناصح

فإنها من الكرمات التي ... بها نقول فأقف للأدلة

ومن نفاها من ذوي الضلال ... فقد أتى في ذاك بالمحال

فإنها شهيرة ولم تزل ... في كل عصر يا شقا أهل الزلل

وعندنا تفضيل أعيان البشر ... عَلَى ملائك ربنا كما اشتهر

ومن قال سوى هذا افترا ... وقد تعدى في المقال واجترا

[الباب السادس في ذكر الإمِامَة ومتعلقاتها]

ولا غنى لأمة الإسلام ... في كل عصر كان عن إمام

يذب عنها كل ذي جحودِ ... ويعتني بالغزو والحدودِ

وفِعل معروف وترك منَكر ... ونصر مظلوم وقمع كفر

وأخذ مال الفيء والخراجِي ... ونحوه والصرف في منهاجي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015