إن أرشَد الخَلقَ إلى الوصولِ ... مُبينًا لِلحقِّ بالرسولِ
وَشَرط من أُكرِم بالنبوَّهْ ... حريةٌ ذُكورةٌ كقوَّهْ
ولا تُنالُ رتبةُ النبوَّهْ ... بالكَسبِ والتهذِيب والفتوَّهْ
لكنَّهَا فضلٌ من المولَى الأَجلِّ ... لِمن يَشاءُ من خَلقهِ إلى الأَجَلِ ...
ولَم تَزلْ فِيما مَضَى الأنباءُ ... من فَضلهِ تَأتِي لِمن يَشاءُ
حتى أتَى بالخاتَمِ الذي ختَمْ ... بهِ وإعلانًا عَلَى كُلِّ الأُممْ
وخَصَّه بذاك كالمَقامِ ... وبعثَهُ لسائرِ الأنَامِ
ومُعجِزَةُ القرآنِ كَالمعراجِ ... حقًا بلا مَيْنٍ ولا اعوِجَاجِ
فكَم حبَاهُ ربُّه وفضَّلهُ ... وخصَّهُ سبحانَهُ وخوَّلهُ
وَمُعجزاتُ خاتَمِ الأنبياءِ ... كثيرةٌ تَجِلُّ عن إحصَائي
منهَا كلامُ اللهِ مُعجِزُ الورَى ... كذا انشقاقُ البدرِ من غير امتِرَا
وَأفضلُ العالَمِ مِن غَير امتِرَا ... نَبيُّنا المبعوثُ في أمِّ القُرَى
وَبعدُهُ الأفضَلُ أَهلُ العَزمِ ... فالرُسلُ ثُم الأَنبِيَا بِالجَزْمِ
وإن كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمْ سَلِمْ ... مِن كُلِّ ما نَقصَ وَمِن كُفْر عُصِمْ
كذاكَ من إفْكٍ وَمن خِيَانَةِ ... لوَصفِهم بالصِّدقِ وَالأمَانَةِ
وَجَائزٍ فِي حَقِّ كلِّ الرسُلِ ... النَّومُ والنِكاحُ مِثلُ الأَكْلِ
ولَيسَ في الأمَّةِ بِالتحقيقِ ... في الفَضلِ وَالمعروفِ كالصَّدِّيقِ
وَبَعدُه الفَاروقُ مِن غَيْر افْتِرَا ... وبَعدُه عُثمَانُ فَأترُكِ الْمِرَا
وبَعْدَ فالفَضلُ حَقِيقًا فاسْمَع ... نِظَامي هَذا لِلبَطِين الأَنْزَعْ
مُجَدِّلِ الأبطَالِ مَاضِي العَزْمْ ... مُشجِعِ الرِّجَال وَافِي الحَزمِ
وافِي النَّدى الهدُى مُردِي العِدَا ... مُجلِي الصَّدى يَا وَيل مَن فِيهِ اعْتدَى
فَحُبُّهُ كحُبهِم حتمًا وَجبْ ... وَمن تَعدَّى أو قَلى فَقَد كَذَبْ