أبيات في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -:
الحاشر البر الرحيم العاقب الـ ... ـماحِي رُسُوَمَ الشرك والتكذِيبِ
ذو المعجزاتِ فَكُلُ ذُي بَصَرٍ غَدَا ... لِصَوابِهَا بالعين ذَا تَصْوِيبِ
كالشمس ضَاءَتْ للأَنَامِ وأَشْرَقَتْ ... إلاَّ عن المكْفُوفِ والمَحْجُوبِ
وانْشَقَّ بَدْرُ التِّمِ مُعْجِزَةً لَهُ ... وبِهِ أَتَاهُ النَّصْرُ قَبْلَ مَغِيبِ
وبِفَتْحِ مَكَّةَ قد عَفَا مِمَّنْ هَفَا ... فأَتوهُ بالتَّرغِيبِ والتَّرْهِيبِ
وأَزَالَ بالتَّوحِيدِ ما عَبَدُوهُ مِنْ ... صَنَمٍ بِرَأْيِ ثابتٍ وصَليبِ
وسَقَى الطُغَاةَ كَئوُسَ حَتْف عَجَّلَتْ ... لِلْمُؤْمِنينَ ذَهَابَ غَيظِ قُلُوبِ
لَمْ يَحْتَمُوا مِنْ مِيمٍ طَعْنَاتٍ وَلاَ ... أَلِفَاتِ ضَرْباتٍ بلاَم حُرُوبِ
نَطَقَ الجَمادُ بكفِّهِ وبِهِ جَرَا ... مَاءٌ كَما يَنْصَبُّ مِنْ أنْبُوبِ
والعَينُ أورَدَهَا وجَادَ بِهَا كَما ... قَدْ رَدَّهَا كالشمسِ بعد غُرُوبِ
وَلَهُ مَنَاقِبُ أَعْجَزَتْ عَن عَدِّهَا ... مِنْ حَافظٍ واعٍ ومِن حَيسُوبِ
يا سَيِّدَ الرُسْلِ الذي مِنْهَاجُهُ ... فَاقَ الوَرَى بالفضل والتَّهْذِيبِ
أُسْرِي بِجِسْمِكَ لِلْسَّماءَ فَبُشِّرتْ ... أَمْلاَكُهَا وحَبَتْكَ بالتَّرْحِيبَ
فَعَلَوتَ ثُمَّ دَنوتَ ثَم بَلَغتَ مَا ... لاَ يَنْبَغِي لِسِوَاكَ مِن تَقْرِيبِ
وخُصِصْتَ فَضْلاً بالشَفَاعَةِ في غَدٍ ... ومَقَامِكِ المَحْمُودِ والمَحْبُوبِ
والأَنْبِيَاء وَقَدْ رُفِعْتَ جَلاَلَةً ... في الحَشْرِ تَحْتَ لِوَائِكَ المنْصُوبِ
يَحْبُونَ رَبَّكَ مِن مَحَامِدِهِ الَّتِي ... تُعْطَى بها ما شِئْتَ مِن مَطْلُوبِ
ويَقُولُ قُلْ يُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَى المُنى ... واشْفَعْ تُشَفَّعْ في رَهِين ذُنُوبِ
صَلَّى عليكَ وسَلَّم اللهُ الذي ... أعْطَاكَ فَضّلاً لَيسَ بالمَحْسُوبِ
وعَلى القَرَابَةِ والصحَابِة كُلِّهِم ... ما أُتْبعَ المَفْرُوضُ بالمَنْدُوبِ
ما أطْرَبَتْ أمْدَاحُهُم مُدَّاحَهُمْ ... واشْتَاقَ مَهْجُورٌ إلى مَحْبُوبِ