مُزِجَ الشرابُ لَهُم كَما مَزَجُوا هُمُ ... الأعْمَالَ ذَاكَ المَزْجُ بالمِيزانِ
هَذا وذُو التَّخْلِيط مَزْجًا أمْرُهُ ... والحُكْمُ فِيهِ لِرِّبِهِ الدَّيَانِ
«فصل في مَصْرفِ طَعَامِهِم وشرابهم وهضمه»
هَذَا وتَصْريفُ المآكِل منهم ... عَرَقٌ يَفَيضُ لَهُمْ مِن الأبْدَانِ ...
كَرَوائِحِ المسَكِ الذي ما فيهِ ... خِلْطٌ غَيرَهُ مِن سائِر الألْوانِ
فَتَعُودُ هَاتْيكَ البُطُونُ ضوَامِرًا ... تبْغِي الطَّعامِ عَلَى مَدَى الأزْمانِ
لا غائِطٌ فيها ولا بَولٌ ولا ... مَخَطٌ ولا بَصْقٌ مِن الإِنسانِ
ولهم جُشَاءٌ رِيحُهُ مِسْكٌ يكُو ... ن بِهِ تَمَامُ الهضْمِ بالإحْسَانِ
هذا وهذا صَحَّ عنهُ فَوَاحِدُ ... في مُسْلمٍ ولأحمْدَ الأثرانِ
«فصل في لِباسِ أهل الجنة»
وهم الملوكُ على الأسرَّةِ فوقَ هَا ... تِيكَ الرُءوسِ مُرَصَّعُ التِيجَانِ
ولِبَاسُهُم مِن سُنْدِسٍ خُضْرِ ومِن ... إسْتَبْرقِ نَوعانِ مَعْرُوفانِ
ما ذاكَ مِن دُودٍ بنَى مِن فَوقِهِ ... تَلْكَ البُيوتَ وعَادَ ذا الطَّيرانِ
كَلاَّ ولا نُسِجَتْ عَلَى المِنوال ... نُسْجَ ثيابِنَا بالقِطْنِ والكَتَّانِ
لَكِنَّها حُللٌ تشَق ثمارها ... عنْهَا رأيتَ شَقَائِق النُعْمَانِ
بَيض وخُضْرٌ ثُمَّ صُفْرٌ ثُمَّ ... حُمْرٌ كالِرِّيَاطِ بأحْسَنِ الألْوانِ
لاَ تَقْرَبُ الدَّنَسَ المُقَرِّب لِلْبِلَى ... ما لِلْبَلى فِيهنَّ مِن سُلْطانِ
ونَصِيفُ إحْدَاهُنَّ وهو خِمَارُهَا ... لَيستْ لَهُ الدنيا مِن الإثمانِ
سَبْعُونَ مِن حُللٍ عَليها لاَ تَعُو ... قُ الطَّرفَ عن مُخٍّ وَرا السَّاقَانِ
* * *