فهناك أنتم أكفر الثقلين من ... إنس وجن ساكني النيرانِ
واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا ... إلاَّ قدار وإرادة من الرحمنِ
واشهد عليهم أنَّ حجة ربِّهم ... قامت عليهم وهو ذو غفرانِ
واشهد عليهم أنهم هم فاعلو ... ن حقيقة الطاعات والعصيانِ
والجبر عندهم محالٌ هكذا ... نفى القضاء فبئست الرايانِ
واشهد عليهم أنَّ إيمان الورى ... قول وفعل ثم عقد جنانِ
ويزيد بالطاعات قطعًا هكذا ... بالضدِّ يمسي وهو ذو نقصانِ
والله ما إيمان عاصينا كإيـ ... ـمان الأمين منزَّل القرآنِ
كلا ولا إيمان مؤمنًا كإيـ ... ـمان الرسول معلِّم الإيمانِ
واشهد عليهم أنهم لم يخلدوا ... أهل الكبائر في حميم آنِ
بل يخرجون بإذنه بشفاعة ... وبدونها المساكن بجنانِ
واشهد عليهم أن ربهم يُرَى ... يوم المعاد كما يُرى القمرانِ
واشهد عليهم أن أصحاب الرسو ... ل خيار خلق الله من إنسانِ
حاشا النبيِّين الكرام فإنهم ... خير البرية خيرة الرحمنِ
وخيارهم خلفاؤه من بعده ... وخيارهم حقًّا هما العُمَرانِ
والسابقون الأولون أحق بالتـ ... ـقديم ممن بعدهم ببيانِ
كل بحسب السبق أفضل رتبة ... مِن لاحقٍ والفضل للمنان
إِنَّ الشهيدَ حَياتُه مَنْصُوصَةَ ... لا بالقياس القائمِ الأركانِ
هذا مَع النَّهيِ المؤكَّدِ أَنَنا ... نَدْعُوه مَيْتًا ذَاكَ في القُرآنِ
ونِساؤُه حِلٌ لنا مِن بَعْدِهِ ... والمالُ مَقْسومُ على السَّهْمَانِ
هذَا وإِنَ الأرضَ تأكُلُ لَحْمهُ ... وسَباعُهَا مَعْ أُمَّةِ الدِيْدَانِ
لكنه مَعْ ذاكَ حَيٌّ فارِحٌ ... مُسْتبشرٌ بكرامة الرحمنِ
فالرسل أولى بالحياة لديه مع ... موت الجسوم وهذه الأبدانِ ...
وهي الطريَّة في التراب وأكلها ... فهو الحرام عليه بالبرهانِ
ولبعض أتباع الرسول يكون ذا ... أيضًا وقد وجدوه رأى عِيانِ
فانظر إلى قلب الدليل عليهم ... حرفًا بحرفٍ ظاهر التبيانِ
لكن رسول الله خصَّ نساؤه ... بخصيصةٍ عن سائر النسوانِ
خُيِّرن بين رسوله وسواه فاخـ ... ـترن الرسول لصحَّة الإيمانِ
شَكَر الإله لهنَّ ذاك وربنا ... سبحانه للعبد ذو شكرانِ