فيا ليتَ شِعْرِي هَلْ له بمذَاهب ... الخوارج تحقيقٌ وإِدراكُ عَالِم
أَم الفدمُ لا يدري بمذهب مَنْ غَلا ... ولا مَنْ جَفا في الدين شِبه البهائم
فيحسب جهلاً أَن إِنكار مثل ذا ... يَئُول إلى تكفير أَهل الجرائم
فحاشا وكلاَّ ليس ذلك قِيلهم ... وليسَ لما قالوه يومًا بلازم
فهذا الذي كنا نَرى ونَحُبه ... لإِخواننا من عُربها والأَعاجِم
وإِنا على هذا على الكُره والرِضا ... على أَنف راضٍ منِ مُعادٍ ورَاغِمِ
فإِن كان حقًا فاقبلوا الحقِّ وارعووا ... وفيئوا فإِن الله أرحمُ راحِم
وإِلا فجيئوا بالدليل وأُبرزوا ... جوابًا صوابًا قاطعًا للتخاصم
وَصَلّ على خيرِ الأَنامِ محمَّدٍ ... وأَصحابهِ والآل أَهل المكارم
وقال رحمه الله تعالى:
يلوم أُناسٌ أَن نَظمتُ روايةً ... عن الثقة الشيخ الرَّفيع الدَّعائم
إِمامِ الهدى السامىِ إِلى رتبةِ العلا ... فحلَّ ذرى هَام السُّها والنعائم
وأَعني به البحرَ الخضمَ ابن حنبلٍ ... إِمامًا هُمَامًا عالمًا أَي عالِم
وصحَّحها واختارَها علمُ الهُدى ... وشمس المعاني المرتَضى في العَوالِم
وذاكَ هُو البحرُ ابن تيميةِ الرضي ... وشيخ الورى فليتئدْ كلُّ لائم
أَقرَّ له بالفضلِ والعلمِ والتُقى ... ذوو العلمِ من عُرب الورى والأَعاجم
فلو أَنَّ هذا اللائم اليوم حازم ... سليم الأَضحى قارعًا سنَّ نادم
ولكنه لا فقه فيما أظنُّه ... لديه ولا يَدرى اقتضاء التلازم
فإِن كان هذا اللَّومُ للشيخِ مَنْ غَدَتْ ... مآثرهُ معلومةً في العوَالم