فإن كان منْ يَتْلُو أَو يقُفَّ طريقَهم ... بآثارهم يبغى الهُدى غير ظالمِ
خوارج فاشهدْ أَننا نحن هكذا ... وكلُّ إمام أَلمعيٍّ وحاكمِ
فإِن أَخطئوا يومًا وعابوا لمن على ... مذاهب أَشياخ هداة أَكارم
قد اجتهدوا في نصر سُنةِ أَحمدٍ ... وتبيين أَحكام الهدى للعوالم
فليس خُطَاهم بالإِعابة موجبًا ... لبهتَانِهم بالمُعْضلاتِ العظَائم ...
كما أَن من أَخطا من العلماءِ لا ... يُذمم إِذَا أَخطا وليس بآثم
بلى بل له أَجرٌ بحَسبِ اجتهاده ... فإن كنتَ لا تدِري فسلْ كلَّ عالم
وإِن كان هجران العصاةِ ومقْتهم ... وملَّة إبراهيم ذاتِ الدعائم
بحبٍ وبُغضِ والمعاداتِ والولا ... خروجٌ كفعلِ المارقين البهائم
فنشهدُكم بل نُشْهدُ الله أَننا ... بهذا ندين الله بينَ العَوالم
ونرجُو من الله الثباتَ على الهدى ... على ملَّةِ المعصومِ صَفْوَةِ آدم
كذلك أَنكرنا على كلِّ منْ يرى ... إقامته بين الغواةِ الغواشم
مباحًا له والنصُّ في ذاكَ واضح ... بتحريمها إذ قد أتى بالجرائم
وساكنِ عبادِ القبورِ تساهلاً ... بما كان يأْتى من عُضالِ المآثم
وتسفيهِ آراءٍ الهدَاةِ لنهيهم ... وتنفيرِهم عن من أَتى بالعظَائمِ
وإِنكارِهم جهرًا على من لأَرضِهم ... يُسافِرُ من عَاصٍ مُدِيم وآثم
إذا لم يكنْ للدِّين والحقِّ مَظهرًا ... وهذَا هو الحقُّ المبينُ لرائم
وذلك سدًّا للذريعةِ حيث لا ... بصاحبهَا تُفضِي لكفرٍ ملازمِ
فخَالَ سِفاهًا منْ تَقاصَرَ فهمُه ... وعَضَّ على الدنيا بأَنيابِ ظَالم
بأَنا نَرى رأْى الخَوَارِجِ أَنَّ ذا ... لجهلٍ صريحٍ من حَسودٍ ولائم