فخطبٌ جسيمٌ وهو ليس بواحِدٍ ... فكم لامه من جاهلٍ غير عالمِ
وما خِلتُ مَنْ يخْشى الإِله يَلومُهُ ... على أَنه إِن لام أَخنعُ لاَئم
على نَشْره العلمَ الشَّريفَ لأَهلِه ... وطُلابِه يا ويح باغٍ وظَالمِ
ومن لا يرى إلا التعصبَ مذهبًا ... فليس يَرى قولاً صوابًا بالحاكم
وليس أَخا التقليدِ يومًا بعالِم ... وإِن خاله الجهالُ أَفضلَ عالم
بإِجماع أَهل العِلم من كل عالمٍ ... وذلك كالأَعمى لدى كلُّ حازم
وإِن كان هذا اللومُ لي فهو جَاهلٌ ... فهلْ قلتُ من عندى مقالاً لناقمِ
وهل قلت إلا قولَ شيخِ محقِّقٍ ... فلستُ لأَقوالِ الهداةِ بكاتم
وإن لامني في نقلها واختيارها ... جَهول بأقوال الثقاة الأكارمِ
ولازَم لومي إذ نظمتُ اختياره ... حقيقته للشيخ بعد اللائم
إذ القولُ قولُ الشيخ أحمد ذي التقى ... وماذا عسى أَن قِيل ذا نظم ناظِم
وما الفرقُ بين النظمِ والنثرِ لو دَرى ... حقيقةَ ما يَهْذُو به كلُّ ناقِم
فإِن كان نظمًا فهو لا وجْه عِنْده ... لتعليقه في الرِّق يومًا لراقم
وإِن كان نثرًا كان ذلك جائزًا ... فسبحان من أَعطاه فهم التَلازم
وسبحان من أَعطاه في الفِرق بينما ... يعلِّقُ من نظمٍ ونثرٍ لراسم
فيا ليت شِعْرِي هَلْ رأَى الكتب الَّتي ... بهَامِشَها ما قالَه كلٌّ عالِم
وَقَدْ عَلمتُ تلك المقالاتِ كلَّها ... مسطرة في الكتب يومًا لرائمِ
ولكن أرادوا نقلها لهوامشَ ... ليعلمها الطَّلابُ من كلِّ حازم
فيتَّبعوا القوْلَ الصوابَ الذي له ... شواهدُ من نصِّ النبي ابن هَاشِم
عليه صلاةُ اللهِ ثم سلامُه ... مَدى الدهرِ ما انساح السحاب بساجم ...