وصلَّى الله ما حنَّتُ رعودٌ ... وماضَ البرق وانسجم الغمام
وما هبَّ النسيمُ ولاح نجمٌ ... بأُفق الجوّ أَو هتف الحمامُ
على المعصومِ مع صحبٍ وآل ... صلاةُ يستنير بها الختامُ
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
ألا فَذَرَاني من جهولٍ وغاشمٍ ... ومِن سَقَط الأَوباشِ شِبه البهائم
خفافيشُ أَعشاها من الحقِ شمسُه ... فهم بينَ مرتابٍ جهولٍ ولائمِ
وبين حسودٍ يعدُّ معرفةَ الهُدى ... لسالك نهجِ الحقِّ من كل حازمِ
فَدَعْهُم وما قالوا من الزّورِ والهوى ... ومن ترهاتِ قد أَتت بالعَظَائِم
فيا لائمًا من كان بالحقِّ مقتدٍ ... ومستمسكًا أَقصِرْ فَلَسْتَ بسالمِ
ولستَ على نهجٍ من الحقٍّ لاحبٍ ... تفوزُ به يوم اللقا والتخاصمِ
أَتنسبُ من أحيوا من السننِ التي ... أَميتِت وأَضحت دارساتِ المعالمِ
أُمورًا لها قد سَنَّ أَفضلُ خلقِه ... فعاب على إحيائها كلُّ آثم
إلى الفئةِ البُعدِ الخوارجِ إنَّ ذا ... لَمِن أَعظم البهتان بينَ العوالم
وما ذاكَ إِلا أَنهم قد تَمسكُوا ... بهَديِ النبي الأَبطحيّ ابن هاشِم
ولم يرتضُوا إِلا الحديثَ وأَهلَه ... لهم سندٌ في كل أَمرٍ ولازم
فيا حبذا نهجَ الحديثِ وإِنه ... لنعم طريقُ الأَعظمين الأَكارِم
كأَحمد ذي التقوى ومالك ذي النهى ... وكالشافعي وابن المدينِي وعاصِم
وكابنَ معينٍ والبخارِي ومسلمٍ ... وكلُّ إمامٍ في الحديثِ وعالم
أُولئك هم أَهل الداريةِ والهدى ... وهم قدوةُ السارِي لشأوى المكارمِ