على هَجْرِ العُصَاةِ ومَنْ تَرَدَّى ... بثَوب المنكراتِ وقدْ ألامُ
وإِن أَشدَّ من هذا لَسَعْيٌ ... بقطع معاشهم لَمَّا استقامُ
وقاموا بالعداوةِ حَسْبَ ما هُم ... يَرَوْنَ الهَجْرَ واجِبُه يُقامُ
وما بالذنبِ يكَفُر كُلُّ عاصٍ ... لَدَيْنَا أُيُّها القَومُ اللئامُ
ولكنَ مَن أتى بالكفرِ يَومًا ... وبالإِشراكِ يَعرفُه الأنامُ
فهذا قَولُنا وبه سَمَوْنَا ... وما بالبَهْتِ يَنْتَقِمُ الكِرامُ
فهذِي الحَالةِ الشنعاءِ منهم ... كم قَدْ حُرِّرَتْ وبها الخِصامُ
وهذِي حالةُ الإِخوانِ فاعلم ... حقيقةَ ما تضمَّنه النظامُ
فأَيُّ الحالتين يكونُ جرمًا ... ومن بالذيم يُعرف أَو يُلامُ
فوا غوثاه وا غوثاه ممَّن ... أَثاروا الشر فانسدلَ الظلامُ
فهذا الصنفُ ممَّن قال زورا ... على الإِخوان بلْ شغبوا ولامُ
وقد راموا مذلَّتَهم جهارًا ... وفي أَبعادهم قعدُوا وقامُ
وصنف لم يَرَوا ما قيلَ فيهم ... صوابًا بلْ رَأَوا ما قيل ذامُ
وأَمرًا باطلاَ لا شك فيه ... وواشوقاه لو دأَبوا ودَامُ
ولكن لم يَعادوهُم ووالوا ... لهذا الضرب فانعكسَ المرامُ
فهذا فيهمو بيتٌ قديمٌ ... به تشفى الحرارةُ والسقامُ
إذا صافا مُحبك من تعادى ... فقد عَاداك وانقطعَ الكلام ...
وصنفٌ ثالثٌ همج رعاعٌ ... هم الأَتباع والنُعم السّوام
فلا دينٌ ولا علمٌ وعقلٌ ... لديهم بل همُ القومُ الطغام
فهذا كان أَمرَ الناس فيما ... جرى فيه التهاجرُ والخصامُ