لقدْ رام الوشاةُ مَرَام سوءٍ ... ولكنَّ ذاكَ لَو عَلموهُ ذامُ
لَقدْ رَامُوا لأَهلِ الحقِّ خَسفًا ... وحَتى آلَ إِن قَعَدُوْا وقَامُ
ولكن بالنميمةِ وهو شومٌ ... على الساعين إذ شَغبوا وَلامُ
أُناسًا كان هَجْرُهُمُو صوَابًا ... على المشروعِ وهْوَ لَهمُ إِمامٌ
وما بدعٌ أَتوا بالهجرِ لكن ... عليه الناس والسلف الكرامُ
وكانَ الهجر كالتعزير حُكمًا ... وتأْديبًا لينزجر الأَنامُ!
عن الأَمرِ المُحرَّمِ والمَعاصي ... وهل إلا بذلكمو القوامُ
فعابَ عليهم الهجران قومٌ ... وقالوا إِنَّه أَمرٌ حَرامُ
ولولا ذاك ما قَعَدُوا وقامُ ... على أَن لا يكون لهم مُقَامُ
ولو كَانُوا يَرَون الهجرَ حقًا ... لَما رامُوا لَهم خسفًا وسامُ ...
وإن الذيمَ ما انتجعوه فيهم ... وهل فَوق الذي راموه ذَام
وقد خاضُوا لِلُجَّته عُبابًا ... وساروا نحو زاخرِه وعامُ
ومما قِيلَ في الإِخوانِ عَنهم ... كلامٌ ليس يحمله النظامُ
فقالوا فيهمُو زُورًا وحافوا ... وَمَا خافوا مَعَرِّته الفِدامُ
بأَن الهاجرين لِكُلِ عاصٍ ... وقاموا بِالعداوةِ واستقامُ
رَأوا رأيِ الخَوارجِ أَن هذا ... لِزُورٍ ما تَضَمَّنه الخِصَامُ
وما فاهوا به أَبدًا وهذا ... هو البهتانُ والإِفكُ الحَرامُ
وإِن تعجب لِما انتجعوهُ فِيهمْ ... مِن البَهْتٍ المُحَرمِ حِين قامُ
على الإِخوانِ إِذ عابوا أُنَاسا ... على تلك الجرائمِ قد أَقامُ
فإِنَّ أَشَدَّ بَلْ أَولى وأَحرى ... رُكُوبٌ للمَحَارِم حينَ لامُ