أَم القصد حدٌّ فاصلٌ بين جنةٍ ... ونار فهذا قَوْلُ مَنْ كان أَظلما
ويسأَل عمن قد أَتى من بلاده ... وقد جابَ أَخطارًا لها وتَجَشَّمَا
فما كان مقبولا لديه لأَنَّه ... لدى عرفاتٍ لم يقِفُ حين أقدما
وقد جاء إيمانًا وحبًا وطاعةً ... لمولاه يرجو العفو إذ كان مُجرما
ومن كان فيها واقفًا متقدِّمًا ... ولكنه للَّهو أَضحى مُقدَّما
وفي لعب أَو في ممارسة لما ... يروقُ له في أَهله قبل من عمى
فذلك مقبولٌ لديه ولو أتى ... بشيءٍ من المكروُه أَو كان مُجْرما
فأَية مقصودٍ وأَية حكمةٍ ... لذاك اقتضت لَمَّا لها الشرعُ أَحكما
أَيحسن منا أَن نحج ولم نكن ... بحكمتها ندري فما هي لتعلما
ويسأَل عمَّن كان للناسِ مرشدًا ... وبالعلمِ والإِصلاحِ للناس قَدْ سَما
وقد عاش دهرًا ثم مات ولم يكن ... إلى البيت ممَّن قد أَهلَّ وأَحرما
وقد كان فيما قبل يرحلُ دائمًا ... إِلى أيّ أَرض شاءها مُتَيمَّمَا
فما السبب الدَّاعي إِلى ترك حجةٍ ... وقد كان ذا علمٍ وكان مُعلِّما
كذلك عن حال الملوك ونحوهم ... من الوزرا ممن عسى أن يعظما
وكالأَغنياءِ المترفين وغيرِهم ... من الناسِ ممنْ لَيْس قد كان مُعدما
ونحن نرى الحجاجَ من كلِّ وجهةٍ ... سواهم فما عذر الذي كان أَجرما
وما السرُّ في تركِ الملوكِ وغيرهم ... من الأَغنيا الحجَّ فرضًا محتمًا
وما القصدُ في هذا لمن كان قادرًا ... على الحجِّ ممن قد أَساءَ وأَجْرَمَا
فهذا اعتراضُ الفدمِ للشرعِ بالَّذي ... تخيله في عقلِه وتَوَهَّما
ودُونَك في المنثور ما قد أَجبته ... وقد كان حقَّا أَن يهاضَ ويهضما