ولكن تركنا البسطَ من أَجل أَنه ... أَجاب سوانا من أَجاد وأَحكما ...
فللَّهِ ربِّ الحمدُ والشكرُ والثَّنا ... على قمعِ زنديقٍ تَحدَّى وغمغما
وظنَّ غباءً من سفاهةِ رأْيه ... بأَنَّ الحمى أَقوى فجاء وأَقدما
ليهدمَ من أَعلامٍ سُنةٍ أَحمد ... مناسكَ حجٍّ سنَّها مَنْ تقدما
فغودِرَ مَجْدُولاً على أُمِّ رأْسه ... كإِخوانِهِ ممَّن عَتا وتدهكما
وخال طريقَ الحق دحضًا مُزلّة ... وأنَّ طريقَ الغَيّ قَدْ كَانَ لهجما
فتبًّا له من جاهلٍ ما أَضلَّه ... وأَبعده عن منهجِ الرُّشدِ إِذ سما
فأَبصرَه من كان بالله مؤمنًا ... وللشرعِ أَضحى مذعنًا ومُسلّمَا
وعارضَه من لم يكن مؤمنًا به ... كهذا الغبيِّ الفدْمِ لما تَكلَّما
وصلِّ على المعصومِ ربُّ وآله ... وأَصحابِه ما دامت الأَرضُ والسما
وما انهلَّ صوبُ المزنِ سحًا وكلما ... على المصطفى صلَّى الإِلهُ وَسَلَّما
آخر:
وَإيَّاكَ شُرْبًا لِلْخُمُورِ فَإِنَّهَا ... تُسَوِّدُ وَجْهَ العَبْدِ في اليَوْمِ مَعْ غَدِ
أَلاَ إِنَّ شُرْبَ الخَمْرِ ذَنْبٌ مُعَظَّمٌ ... يُزِيْلُ صِفَاتِ الآدَمِي المُسَدَّدِ
فَيُلْحَقُ بالأَنْعَامِ بَلْ هُو دُونَهَا ... يُخَلِّطُ في أَفْعَالِهِ غَيْرَ مُهْتَدِ
وَيَسْخَرُ مِنْهُ كُلُّ رَاءٍ لِسُوْءِ مَا ... يُعَايِنُ مِن تَخْلِيْطِهِ وَالتَّبَدُدِ