فما تقتضى آراؤهم وعقولُهم ... وما استحسنوا من ذاك قد كان أَقوما
لذا عارضوا المنقولَ مما أَتى به ... من الشرعِ من قد كان بالله أعلما
بمعقولٍ ما قدْ أصّلوه برأْيهِم ... وقانون كفرٍ أَحْدَثٌوه تحكما
ورَدوا بِذي القانونِ أَحكام شرعه ... فقالوا به شرًّا عظيمًا ومأْثما
وقد رامَ هذا الوغدُ أَن يقتدي بهم ... وأَن يقتفي آثار مَنْ كانَ أَظلما
فعارضَ ما قد سنَّه سيد الورى ... لأُمته في الحجِّ نُسكٌا وأَحكما
بمعقولِه في بعضِ أسئلة له ... توهمها حقًا فأَدَّتْ إِلى العَمى
فيسأل عن تقبيلنا الحجرَ الذي ... لدى الركنِ موضوعًا هناك مُعظَّما
وقد كانَ في تقبيلهِ واستلامه ... مظاهرةَ الأَوثانِ فيما تَوهَّما
على زعمه فيما يَراه بِعقْلِه ... وقد كان معلومًا من الشرعِ مُحكما
وعن سعينا بين الصفاء ومروةٍ ... وعن رملٍ قد سنَّه مَنْ تَقدَّمَا
وما القصدُ في ذبحِ الذبايح في منًى ... وإدخالهم في النسكِ أَمرًا مُحَرَّما
كمنع الورى عَن أَكلهم من لحومِها ... ودفن لها في الأَرض ظُلمًا ومأْثما
ولو صُرفت فيما يَراه بعقلِه ... لإِصلاح آبار تُعَدُّ وترتما ...
لحجاج بيتِ الله أَو طرقٍ لهم ... وتنظيفها أَو في تكايا ليعلما
ويعرفُ منها القصدُ والنفعُ للورى ... فتبًا لهذا الرأْي ما كان أَوخَمَا
وما القصدُ في رمي الجمارَ التي رمى ... بهنَّ خليلُ اللهِ من كان قدْ رَما
وسنَّ رسولُ اللهِ ذلك واقتفى ... بآثارِ من قد كان بالله أَعلما
وما القصد في وضع البنائن حاجزًا ... لدجى عرفاتٍ عن سواها لتُعلما
وهل ذاك حدُّ فاصلٌ بين ربنا
ذذ ... وبين الورى فيما رأَى وتَوَهَّما