يقولون حاشا ما نثرب داعيًا ... إذا ما دعا يومًا إلى الله ذا جرم
وباعده حتى تبيِّن حالَه ... ولم يتوصلْ كالغبيِّ إِلى إِثم
فإِن صدقَ المهجورُ فهو مقدَّمٌ ... على غيره من صاحبٍ وذوي رَحم
وحقّ امرئٍ لله هاجَر نحونا ... أَكيد وفي الأَموال إن عال ذو سهم
فهذا الذي قلنا وهذا اعتقادُنا ... فمن كان ذا ردٍّ فلا يك ذا كَتمِ
فإِن كان حقًّا فالرِّشادُ قبوله ... وإِلا مع المنثورِ نرميه بالنظم
وصلِّ على الهادي أَمين إلهه ... وأَصحابه والآل ما ضاء من نجمِ
وقال رحمة الله عليه:
تلأَلأَ نورُ الحقِّ في الخلق واستما ... وبان لمن بالحقِّ قد كان مغرَما
محاسنُ ما يدعو إِليه محمَّدٌ ... نبي الهدى من كان بالله أَعلما
من الدِّين والتوحيدِ والنورِ والهدى ... فليس بها لبس على مَنْ تَجَشَّما
وسار إِلى أَعلى بها متيمِّمًا ... على المنهجِ الأَسنى الذي كان أَقوما
ومستيقنًا بل مؤمنًا ومصدقًا ... بأَنَّ رسولَ اللهِ قد كان أَحكما
وأَعلم بالحقِّ الذي قد أَتى به ... عن اللهِ إذ قد كان لا شكِّ قيِّما
ومن ذاك أَن الحج ركنٌ وفرضه ... على الخلقِ طرًا كان أَمرًا مُحتَّما
ولا عذرَ في هذا لِمَنْ كان قادرًا ... عليه بِلاَ عُذْرِ ولا كان مُعْدَما
وسَنَّ رسولُ الله فيه مناسكًا ... تقدمه فيها الخليلُ لِتَعْلما
فسار على منهاجِه وطريقه ... ليُحيي مِنها مَا عفا وتَهَدَّما
فمن صدَّق المعصومَ فيما أتى به ... وكان به مُتْيَقِّنًا ومعظِّمَا