أَينكر أُقوام علينا بزعمهم ... مهاجرة العاصين قُبِّحَ من زعم
وذاك لأَغراض وذو العرش عالمٌ ... كساهُم رَداها في البريةِ من قدم
فحرفتُهمْ زورٌ وبهتٌ وما لهم ... سوى الطعنِ في الإِخوان يا قوم من سهم
نعوذ بربِّ الناسِ من كلِّ طاعنٍ ... علينا بسوء قد تهوَّرَ في الإِثمِ
متى جادلوا فالله موهُن كَيدهم ... فكم قدْ ظَفرتم بالدليلِ على الخِصم
فقولوا لهم رَد التنازع بيننا ... إلى الله والمبعوث خيرًا ولي العزم
فأَهلا به أَهلا وسمعًا لحكمهِ ... ففِيه شفا عِييْ وفيه جلا فهمِ
أَما هجر المعصومُ كعبًا وصحبه ... وقَدْ صدقُوا فيما ادَّعَوه بلا كتمِ
أَمَا ضربَ الفاروقُ مدَّة هجرة ... صبيغًا بعام آخذًا ذاك عن علمِ
وليس لإِنسان يقولُ برأْيهِ ... وذا عملُ الفاروقِ ما الحكمُ كالحكم
وقولوا لهم إِنَّ البخاريَّ محمدًا ... يُصرحُ أَن الحدَ خمسون مع عزم
على توبة لا بدَّ من ضربِ مدةٍ ... إلى أَن يزول الرَّيبُ فالويلُ للبُكمَ
حَكى البغوي هذا فسل متجاهلا ... عن الحقِّ وليرشد إذا كان ذا فهم
فإِن قال بالتخصيصِ فهو مكابرٌ ... يقال له هذا هوى والهوى يُعمي
فأبدِ دليلاً واضحًا بخلافِ ما ... به تُرجم النحريرُ لا زعم ذي الوهم
فإِنَّ ضعيفَ الرأْي لا يستطيعه ... وليس له ذوقٌ ولم يكُ ذا شتمٍ
ولكنه والله يهديه دأْبَه ... يجحدُ وجوبَ الدعوةِ البراء يرمي
ويحلفُ مع هذا يمينًا وإِنه ... لأَكذبَ فيها من سَجاح وما تنمِ
ويشكو إلى السلطان حرفةَ من مضى ... وحاشاه أن يؤوي المخالفَ أَو يحم
وما أَنكر الإِخوانُ والله دعوةً ... إلى الله بل هم عارفون وذوو فهم ...