فإِنْ يمجُّ أَعْدَاءُ الشَّرِيَعِة قَاسِمًا ... لَقَدْ زَادَ في مِقْدَارِه هَجْوُ مَنْ كَفَرْ
أَيَمْجُّ امْرأَ قد سَارَ في الأَرضِ صِيْتُهُ ... وَوازَرَ أَهْلَ الدِّينِ في السِّرِ والجَهرْ
بِزُورٍ وبُهتانٍ وحَاشَاهُ إنَّهُ ... لعن زَيْفِ ما قد لفَّق الكاذِبُ الأَشِرْ
بأَحْمَدِ مَنْشُورٍ وأَمْنِع مَعْقِل ... وناهيكِ مِنْ مجدٍ به اعتزَّ واشْتَهَرْ
فَتَعْسًا له من قائِلٍ لقد ارْتَدى ... ولا شكَّ جلبابًا مِنَ الْخِزْى واتَّزَرْ
وبُعدًا له مِنْ سَالِكٍ لمهَالِكٍ ... لقدْ هَام في وادٍ من العِيِّ وانَحَسَرْ
وتبًّا له من جاهِلٍ مُتَمعْلِم ... لقد خاضَ في بحرٍ من الجهلِ واغْتَمَر
فَيَا رَبِّ يا مَنَّانُ يا مَنْ لَهُ الثَّنَا ... ويا مَلِكَ الأَملاكِ يا خَيْرَ مُقْتَدِرْ
ويا فالقَ الإِصبَاحِ والحَبِّ والنَّوى ... ومَنْ هُو للسَّبْع السَّموات قد فَطَرْ
ويا سَامِعَ النَّجْوَى وعَالمَ ما انْطَوى ... عليه ضَمِيْرُ العبدِ كالجَهْرِ ما أَسَرْ
أعِذْنَا مِنَ الأَهواءِ والبدَع الَّتِي ... بِسَالِكها تَهْوِيْ ولابُدَّ في سَقَرْ
وصَلِّ إِلهى كُلَّمَا آضَ بَارِقٌ ... ومَا انْهطَلَتْ جَوْنُ الغَمايِم بالمَطَرْ ...
على المصْطَفى والآلِ والصَّحْبِ كُلَّما ... تلأْلأَ نورُ الحقِ في الخَلْقِ وانْتَشَرْ
وقال رحمه الله تعالى:
على قلةِ الداعي وقلةِ ذي الفهمِ ... وكثرةِ من يعمَى عن الحقِّ بل يُصمي
أبكي وما مثلي يُظَن بدمعه ... فوا غربة الإِسلام وا قلة العلمِ
أَركن من الأَركان يا قومنا اجترى ... على هدد أعمى وبالغ في الهدمِ
وأَنتم سيوفُ اللهِ في كلِّ موطنٍ ... لكم علمٌ يهديكمُو لاح كالنجمِ
فصولوا بوحي اللهِ واحتملُوا الأَذى ... فما بعد هذا للمخالِف من سلمِ