ولا كُفْوَا في أَسْمَائِه وصِفاتِهِ ... ومَن كَيَّفَ البَارِي فقد كَابَر الفِطَر
وقد كَانَ مِعْرَاجُ الرَّسولِ حَقِيْقَةً ... وفِيْهِ دَلِيْلٌ واضِحٌ لِمَنْ افْتَكَرْ
على أنَّه فوقَ السموات قَدْ علاَ ... عَلى عَرْشِهِ بالذَّاتِ والقَدْرِ والقَهَرْ ...
وَيْنزِلُ في الثُّلْثِ الأَخِيْرِ إِلهنَا ... إلى سَمَاءِ الدُّنْيا يُنادِي إِلى السَّحَرْ
أَهَلْ تائبٌ مِنْ ذَنْبِهِ مُتَضَرَّعٌ ... فأَغْفِرُ مَا يَأْتِي به قَلَّ أَوْ كَثُرْ
وهَلْ سَائِلٌ يَدْعُو فأكْشَفُ كُرْبَهُ ... فإِنِّى أَنَا الوَهَّابُ والوَاسِعُ الأَبرْ
فَسُبْحانَهُ مِنْ عَالِمٍ حَاطَ عِلْمُهُ ... بِكُلِّ جَمِيْعِ الخلْقِ في البَرِّ والبَحَرْ
ويَسْمَعُ أَصْواتَ الخلائِقِ كُلِّهَا ... وُيْبصِرُ مَشْيَ الذَّرِّ بالليلِ في الحَجرْ
وَكُلُّ أَحَادِيْثِ الصِّفاتِ فإِنَّها ... تَمُرُّ كَمَا جَاءَتْ عَلىَ وَقْفِ مَا أَمَرْ
ولا نتَجَارَى كالَّذين تَعَمَّقُوا ... وَرَامُوا بِتأْوِيلاتِهِمْ نَفْيَ ما أقَرْ
وهَذا اعْتِقادٌ لِلأَئِمَّةِ قَبْلَنا ... أُولئِكَ هُمْ أَهلُ الدِّرَايَةِ والنَّظَرْ
كأَحْمَدَ والنُعْمَانِ ثمَّتْ مالَكُ ... كَذَاكَ الإِمَامُ الشافِعيّ الذِي نَصَرْ
وَمَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ تَابِعيٍّ على الهُدَى ... وقَبْلَهُمُ الأَمجَادُ والسَّادةُ الغُرَرْ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّبيِّ مُحَمِّدٍ ... لَنَا نَقَلُوا الإِثْبَاتِ عن سَيِّدِ البَشَرْ
وَكُلُّ إِمامٍ لِلأَئِمَّةِ تَابِعٌ ... نفَوْا بِدْعَةَ الجَهْمِي مَا مِنْهُ قَدْ ظَهَرْ
فَوَازَرَ جَهْمًا فِرْقَةُ الغَيِّ واقْتَفَوْا ... بآثارِهِ فاللهُ يُدْخِلُهُمْ سَقَرُ
ولا غَرْوَ أَنْ يَهْجُو العِدَا كُلُّ مَنْ دَعَا ... إِلى المِلَّةِ السّمْحَاءِ واللهَ قد نَصَرْ
فَلَيْسَ يَضرٌّ السُّحبَ سَبٌّ لِمُلْحدٍ ... كَمَا لا يَضُرُّ الصُّحبَ كَلْبٌ إِذا نَهَرْ