وذلكَ عندَ اللهِ لا في قُبورِهم ... وفي جَنَّةِ الْفِردَوسِ فافْهم لِما ذُكِرْ
ومَنْ قال في الأَجداثِ كانَتْ حياتُهم ... فقد كابَرَ القرآنَ عَمْدًا وقد كَفرْ
وإسْرَاؤُهُ بالمُصْطَفَى فِبَذَاتِه ... إِلى ربِّهِ لا شَكٍّ في ذلَكَ الخَبَرْ
وأَمَّ جَميعَ الأَنبياءِ بإيلِيا ... وصلَّى بِهِم فِيهَا وفي ذَاكَ مُفْتخَرْ
وقد قِيلَ في المَعْمُورِ كانَتْ صَلاتُه ... ولَكِن لِلْحُفَّاظِ في ضَبْطِها نَظَرْ
وأَسْرى به نَحْو السَّمواتِ صاعِدًا ... إلى الملِكِ الأَعلَى فَسُبْحَانَ مَن قَهُرْ
ولَيسَ دَلِيلاً أَنَّهم في قُبورِهم ... يُصَلُّونَ لا واللهِ ما ذَاك في الأَثَرْ
ولا أنَّهُمْ أَحْيَا كَمِثْلِ حَيَاتِهم ... بأَبْدَانِهم بَلْ تِلْكَ أَقْوالُ مَنْ فَجَرْ
وَلَمْ يَرَهُ الْمُخْتَارُ ثَمَّ بِعَيْنِه ... فقدْ جَاءَ في الأَخبارِ ما هُو مُعْتَبرْ
فَرُؤيتُهُ لله جلَّ جَلالُه ... فمُطْلَقَةٌ حَقًّا كَمَا جَاءَ في الأَثَرْ
وإِلاَّ فرؤْيَا بالفُؤادِ لرَبِّنَا ... مُقَيَّدَةٌ هَذَا كَلاَمُ ذَوِي النَّظَرْ
كَأَحْمَدَ والحَبْرِ بْنِ عَباس قَبْلَهَ ... مَعَ العُلَمَاءِ الجِلَّةِ السَّادَةِ الغُرَرْ
ونَفَيُ اسْتِوَاءِ الرَّبِّ مِن فَوقِ عرشهِ ... فَكُفرٌ وتَعْطِيْلٌ لِمَنْ بَرَأَ البَشَرْ
فَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ جَلَّ بِذَاتِهِ ... عَلَى عَرْشِه مِن فَوقِ سَبْعِ قَدْ اسْتَقَرْ
عَلَيْهِ عَلاَ سبحَانَهُ وبِحَمْدِهِ ... ومُرتَفِعًا مِن فَوقِه عَزٍّ مَنْ قَهَرْ
عُلوًّا وقَهْرًا واقْتِدَارًا بِذَاتِه ... كَمَا هُو مَذْكُورٌ عن السَّادَةِ الغُرَرْ
فَفِي سَبْعٍ آياتٍ مِن الذِّكرِ قدْ أَتَى ... وبالنَّقلِ عن خَيْرِ البَريَّةِ قد صَدَرْ
تَعَالَى عن التَّشبيهِ والمِثْلِ لِلْوَرَى ... فَلَيْسَ لَهُ مِثْلٌ فَيُذْكَرُ أَو يَذَرْ