فَذَلِكَ بالرَّحمنِ جَلَّ جَلاَلُه ... تعالى عن الأَمثالِ والنِّدِّ قَدْ كَفَرْ
ولا شَكَّ في تَكْفِيرِ مَنْ ذاكَ شأْنُه ... ونَاهِيْكَ مِن كُفرٍ تَجَهَّمَ واعْتَكرْ
فَلِلهِ حَقٌّ لا يكونُ لِغَيْرِهِ ... بإخلاصِ توحِيدٍ وإِفرادِ مُقْتَدِر
ولِلْمُصْطفَى تَصْدِيقُه واتِّبَاعُه ... وتَعزِيرهُ بَلْ نَقْتَفِي ما لَهُ أَمَرْ
ونَجْتَنِبُ المنهِىَّ سَمْعًا وطاعَةً ... ولا نَقْتَفِي ما قَدْ نَهى عنه أَو زَجَرْ
ودَعْواهُما أَنَّ النَّبيَّ محمَّدًا ... لِفَي القبرِ حيٌّ لم يَمت مَوْتَةَ البَشَرْ
مُكَابَرةٌ للهِ جَلَّ جَلالُه ... ولِلْوحْي والمعصومِ والصَّحبُ والفِطَرْ
أَباللهِ أَمْ بالوحْي أَمْ بكلَيْهِما ... وبالمصطَفى الهَادِي أَمْ السَّادَةِ الغُرَرْ
تَجارَيْتُما أَمْ سُخْرِيَاءُ بِوَحْيِه ... أَمَا لَكُمَا عن مَهْيَعِ الكُفرِ مُزْدَجَرْ
أَعِنْدَكُمَا أَنَّ الصَّحَابَة قد بَغَوْا ... بجعلِهمُو مِنْ فوقِه التربُ والحجَرْ
إذَا كَانَ حِيًّا قَادِرًا ذَا إِرَادَةٍ ... يُشاهِدُهم تَاللهِ ما ذَاكَ في الفِطَرْ
وقد أَخْطَئُوا لَمَّا بِعَمِّ نَبيِّهِمْ ... بدَعْوتِه اسْتَسْقَوْا عن الجُدْبِ بالْمَطرْ
وقَدْ صَارَ خُلْفٌ في المسائِلِ بَعْدَه ... كَتَوْرِيْثِ ذِي الأَرحامِ والجدَّ في أَخَرْ ...
فَلَمْ يَحْضُرُوْا حَوْلَ الضَّرِيْحِ لِيُفْتِهم ... ويَحْكُمَ فِيْمَا بَينَهم كانَ قَدْ شَجَرْ
أَهَذَا جَفَاءٌ وانْتِقَاصٌ لِقَدْرِهِ ... مِن الصَّحبِ أَمْ هذَا هُو الحَقُّ يا بَقَرْ
وأَمَّا حَيَاةُ الأَنبيَاءِ في قُبُورِهمْ ... فمَا صَحَّ في تَحْقِيْقِها النَّصُّ والخَبرْ
ولكِنَّهُم أَحْيَا وأَكمَلُ حَالةً ... مِن الشُّهَدا يا فاقِدَ الرُّشدِ والنَّظَرْ
وأَمَّا الَّذين استُشْهِدُوا فكَما أَتَى ... بِه النَّصُّ في أَرْوَاحِهم وقَد اشْتَهَرْ
بِأَجوافِ طَيرٍ جَاءَ في النِّصِّ إنَّها ... لَتَسْرحُ في الجنَّاتِ تَعْلَقُ للثَّمرْ