هُوَ الأَحْمَقُ الزِنِّديقُ يُوسُفُ مَنْ غدا ... بمَوضُوعِه أُعْجُوبَةً لِمَنِ اعْتَبرْ
فَفَاه بمَحْضِ الكُفْرِ مُفْتَخِرًا بِه ... فبُعدًا لِمَنْ قد فاهَ بالكُفْرِ وافْتَخَرْ
ولَوْ أَنَّ منْ يَعوِي يُلقَّمُ صَخْرَةً ... لأَصْبَحَ صخْرُ الأَرضِ أَغلَى مِن الدُّرَرْ
فأَنْشا عُيوبًا بالفَهَاهَةِ قَدْ وَهَتْ ... وَوَازَرَ مَنْ قَدْ قَال بالكُفْرِ واشْتَهَرْ
بأَضغاثِ أَخلامٍ وتمويهِ مُفْتَرٍ ... وتَخْبيطِ معتوهٍ وتخليطِ منْ سَكِرْ
وَلا كَالْغَوِيِّ الفارسيِّ الَّذِي انْتَحى ... مقَالةَ جَهْمٍ واقَتْفَى مِنْه بالأَثَرْ ...
فإِنَّهما قَالاَ مَسَائِلَ قد وَهَتْ ... وقد لفَّقَا فيها مِنَ الكُفْرِ ما سَطَرْ
فقالا بأَنَّ المُصْطفَى سيِّدَ الوَرَى ... لَفِي قَبْرِه حَيٌّ يُشَاهِدُ مَنْ حَضَرْ
ويَسْمَعُ مَن يَدْعُو ويَكْشِفُ كَرْبَه ... إذا ما دُعي بَلْ عنده النَّفعُ والضَّرَرْ
ويأْكُلُ في القَبْرِ الشَّريفِ وإِنَّهُ ... يَصُومُ بِه بَلْ قَدْ يَحُجُّ ويَعْتَمِرْ
وَكُلُّ جَمِيْعِ الأَنبيِاءِ فَثَابِتٌ ... لهُمُ إلهٌ في كُلِّ ما خُطِّ أَوْ سُطِرْ
وقالاَ بأَنَّ الإِسْتِوَا لَيسَ ثابتًا ... ولَيسَ إلهُ العرشِ مِنْ فَوقِه اسْتَقَرْ
فسُبحانَكَ اللَّهُمَّ تَسِبْيحَ مُثْبِتٍ ... لأَسماءِ قهَّارٍ وَأوصَافِ مُقْتَدِرْ
لَقَدْ بَلغَا في غايَةِ الكفرِ مَبْلغًا ... تَلَكَّأَ عنه الفَهْمُ والوَهُمُ وانْبَهَرْ
فَكُفْرُ أَبي جَهْلٍ وأَجْلافٍ قَوْمِه ... لَقَدْ قَصَّرُوا في الكُفرِ عَنْ بَعْضِ مَا ذَكَرْ
أَلَمْ يَسْمَعَا ما قَالَهُ جَلَّ ذِكْرُه ... وأَنزَلَهُ في مُحْكَمِ الآيِ والسُّوَرْ
بَتكْفيرِ مَنْ يَدْعُو سِوَاهُ برَهْبَةٍ ... ورَغْبَةِ مَلْهُوفٍ وإمْلاقِ مُفْتَقِرْ
فَقَدْ جَاءَ في الآياتِ في غَيرِ مَوْضعٍ ... وما لَيسَ في هَذي القَصِيدةِ مُنْحَصِرْ
ومنْ يَسَتغِثْ يَومًا بغَيرِ إِلههِ ... ويَدعُوه أَو يَرجُو سِوى اللهِ مِنْ بَشَرْ
يُحِبُّ كَحُبِّ اللهِ مَن هُو مُشْرِكٌ ... بِهِ مُستِعينٌ وَاجِلُ القَلْب مُقْشَعِرْ