وقد جَهدُوا في مَحْو أَعلامِهِ العُلَى ... وإطْفَاءِ أَنوار له غايَةَ الجَهْدِ
فما نَالَ منْ عَادهُمو مِنْ ذَوِي الرَّدى ... مُنَاهُم فباءُوا بالخَسارَةِ والطَّردِ
ونالَ ذَوُو الإِسْلامِ عِزًّا وَرَفْعَةً ... ومَجْدًا بنصر الدِّينِ والكَسْر للضِّدِّ
فَمَا زالَ تأْييدُ الإِلهِ يمدُّهُم ... بنصرٍ وإِسْعَافٍ على كلِّ ذي حِقْدِ
وأزكى صَلاةً يبهرُ المسكَ عَرفُها ... على السَّيِّد المعصومِ أَفضلِ من يَهْدِى
وأَصحابهِ والآلِ معْ كُلِّ تَابعٍ ... وتابِعِهم والتَّابعينَ عَلى الرُّشْدِ
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله
تلأْلأَ نُورُ الحقِّ في الخلْق وانْتشرْ ... وآضَ انْتِكاصًا طالِعُ الغيِّ وانْكَدَرْ
وجَلاَّ مَصَابِيح الهَدى كُلَّما دَجَا ... مِن الشِّرْكِ فانجابتْ غياهِبُ ما اعْتَكَرْ
فأَضْحَى بنَجْدٍ مَهْيَعَ الحَقِّ ناصِعًا ... بمَهْدِ إِمامٍ قامَ للهِ وانتصَرْ
وأَعْلَنَ بالتَّوحِيدِ للهِ فاعْتلَتْ ... به المِلَّةُ السَّمَحَا على كُلِّ مَنْ كَفَرْ
وجَاهَدَ في ذاتِ الإِلهِ وما ارْعَوى ... إِلى زَيغِ خُفَّاشِ البَصَائِر والبَصَرْ
وجادَلَهُ الأَخبارُ فيما أَتى بِه ... فأَدْحَض بالآياتِ والنَّصِّ والأَثر
زَخَارِفَ زُورٍ لِفَّقُوْهَا بِمَكْرهم ... ورَامُوا بما قَد لَفَّقُوا الفَوْزَ والظَّفرْ
فأَلْزَمَ كُلاًّ عَجْزَهُ فَتَطَأَطَأَتْ ... جِباهٌ لَهُ قد غرَّهَا التِّيهُ والصَّعَرْ
وأَظْهرَهُ المَوْلَى على كُلِّ مَنْ بَغى ... عليهِ وَأَولاهُ مِن العِزِّ مَا بَهَرْ
وسَارَ بحَمْدِ اللهِ في الأَرْضِ ذِكْرُه ... ولم تَخْلُ أَرضٌ لَيسَ فيها لَهُ خبَرْ
فَعَابَ عليهِ النَّاكِبُونَ عنِ الهُدَى ... سُلوكَ طَريقِ المُصْطفَى سَيِّدِ البَشرْ
كَحَال الَّذِي أَبْدى معَرَّةَ جَهْلِه ... ولَيسَ له في العِلْم وِرْدٌ ولا صَدَرْ