وأَنكرَ أهلُ العلم مِنْ كُلِّ جَهْبَذ ... علَيْه أُمورًا ظَنَّها غايةَ الرُّشْدِ
فقدْ رَدَّ صديقٌ عليه وقَد رأَى ... مقالتَه الشَّنْعَا فأَحْسنَ في الرَّدِّ
وأَنصفَ لَما قالَ بالحقِّ والهُدى ... وجَاءَ بتبيانٍ يلوحُ لِذِي النَّقْدِ
ورَدَّ الأَباطِيلَ الَّتي قدْ أَتَى بِهَا ... وأَلَّفها في شرحِ منظومهِ المُرْدِي
وخالفَ ما قَدْ قَالَه كُلُّ عالِم ... مُحقٍّ ويَدْرِي الحقَّ ليسَ بذِي لُدِّ
وقد قالَ قومٌ مِنْ ذَوِي الغيّ والرَّدى ... كما قالَه هَذَ المبَهْرِجُ عَنْ قَصْدِ
وقَدْ زَعمُوا أَنَّ الإِمامَ محمَّدًا ... يكَفِّر أَهلَ الأَرضِ طُرَّا على عَمْدِ
ويقتلُهم من غيرِ جُرمٍ تجبُّرًا ... ويأْخذُ أَموالَ العبادِ بلاَ حَدِّ
ومن لم يُطِعْهُ كانَ باللهِ كَافِرًا ... إِلى غيرِ هذَا مِنْ خُرافاتِ ذي اللَّدِّ
وقد أَجْلَبُوا مِن كُلِّ أَربِ ووِجْهَة ... وصالُوا بأَهلِ الشِّرْكِ مِنْ كُل ذي حِقْدِ
فبادُوا وما فادُوا وما أَدْرَكُوا المُنى ... وآبوا وقدْ خابُوا وحادُوا عَن الرُّشد
وأَظهرَه المولَى على كُلِّ مَنْ بَغَى ... عليهِ وعادَاهُ بلا موجِبٍ يُجْدِي
وأَظهرَ دينَ اللهِ بعْدَ انْطِمَاسِه ... وأَعْلَى له الأَعلامَ عَالِيةَ المَجْدِ
وساعدَه في نُصرة الدِّينِ والهُدى ... أَئمّةُ عَدْلٍ مُهتدونَ ذُوو رُشْدِ
وقد نَالَ مجدًا أَهلُ نَجْدٍ ورفعةً ... بآل سعودِ واستَطالُوا عَلى الضِّدِّ
بإِظهارِ دِينِ اللهِ قسرًا ودَعْوَةً ... إِلى اللهِ بالتَّقوى وبالصَّارِم الهِنْدِي
وقامَ بهذَا الأَمرِ مِنْ بَعْدِ مَنْ مَضَى ... بَنُوهم وقد سَارُوا على مَنْهج الرُّشْدِ ...
وقد جاهَدُوا أَعداءَ دَينِ محمَّدٍ ... وقد جرَّهم قومٌ طغاةٌ إِلى نَجدِ
لكى يطمِسُوا أعلامَ سُنَّةِ أَحمَدٍ ... ويَعْلُو بها أَهلُ الرَّدَى مِنْ ذَوِي الجَحْدِ