وقَدْ هَجَروا ما كانَ من بِدَعٍ ومِنْ ... عِبَادةِ من حَلَّ المقابِرَ في اللَّحْدِ
فصحَّ يقينًا أَنَّ هَذَا مُقَوَّلٌ ... على الحبْر بحرِ العِلْمِ ذي الفَضْل والنَّقْد
إذا تمَّ هذَا واستبانَ لمنصف ... خَلىٍّ مِنَ الأَغراضِ ليسَ بِذي حِقْدِ
ولا حَسد قد غامرَ الغَيُّ قلبَه ... وصار به غِلّ على كلِّ ذي رُشْدِ
وأَبصر في منظومِه متَأمَّلاً ... مقاصِدَ مَا قَدْ رَامَه بالَّذِي يُبْدِي
وما قالَه في الشَّرحِ مِنْ هَذَيانِه ... وتلفيقِه ما لا يُفيدُ ولا يُجْدِي
تيقَّنَ أَنَّ الشَّيخَ كَانَ على الهُدَى ... وكانَ على نَهْجٍ قَويمٍ مِنَ الرُّشُدِ
فما جَاءَ هَذَا الوغْدُ فيمَا هَذَى بهِ ... بحقٍّ وتحقيقٍ لدَى كلِّ ذي نَقْدِ
ولكن بِتَزْويرٍ وتأْليفِ جَاهِلٍ ... ولو كانَ ذا عِلْمٍ لأَنْصَفَ في الرَّدِّ
وجاءَ ببرهانٍ وأَقومِ حُجَّةٍ ... تَدُلُّ على ما قَالهَ في الَّذِي يُبْدِي ...
وإِنْ كَانَ هَذَا النَّظْمُ والشَّرحُ ثابتًا ... عن السَّيِّدِ المشهورِ بالعلْمِ والرُّشْدِ
وأَعنِي به البَدْرَ المنيرَ محمَّدًا ... ووافقَ أَهلَ الزَّيغ والطَّرد والجَحْدِ
وصَدَّقَ أَهْلَ الغىِّ في هَذَيَانِهم ... بما قَالَه نظمًا ونَثْرًا مِنَ الرَّدَّ
وكانَ له في ذَا ونوع من الهَوى ... وداخَلَه شيءٌ من الحَسَدِ المُرْدِي
فليسَ بمعصومٍ ولا شَكَّ أَنَّه ... بِذَلكَ قدْ أَخْطَا وجاءَ بما يُرْدِي
وعُوقبَ بالهذْرِ الَّذِي قالَ حيثُ لم ... يكنْ بصوابٍ مستقيمٍ ولا يُجْدِي
وناقضَ ما قد قَالَه في اعتِقَادِه ... وما قالَه فيما تَقَدَّم في العِقْدِ
وقدْ شَاعَ هَذَا النَّظمُ عنه وشرحُه ... وساغَ لدَى قومٍ كثيرٍ ذَوِي حِقْدِ
فلا غَرْوَ مِنْ هَذَا ولا بِدْعَ بَلْ لَه ... بِذَلكَ أَمثالٌ كثيرٌ بلاَ عَدِّ
وماذَا عَسَى لو قالَ ما قالَ جَهْرَةً ... فقد كَانَ قَدْ أَخْطَا وحَادَ عَنِ الرُّشْدِ