فهذَا مقالُ الفدمِ لا دَرَّ دَرُّه ... كما هُوَ معلومٌ مِنَ الشِّرْحِ مُسْتَبْدِ

فإِنْ كانَ هذَا ليسَ بالكفرِ جَهْرَةً ... لدَى الفَدْمِ أَو كفر اعتقادٍ كما يُبْدِي

فليسَ على نهْجٍ من الدِّينِ واضحًا ... وليسَ بِذِي عِلْمٍ وليسَ بِذِي رُشْدِ ...

وإِن كانَ هَذا غايَةً الكفر والرَّدَى ... وأَديانُ عُبَّادِ القبورِ ذَوِي الجَحْدِ

فما بالُ هَذا الطَّعنُ ويحكَ جهرَةً ... على مَنْ مَحَا تِلْكَ المعابدَ مِنْ نَجْدِ

وترميهِ بالبهتانِ والزُّورِ زَاعِمًا ... بِأَنَّكَ ذُو نصح وتَهْدِي وتَسْتهدي

فهلاَّ نصحتَ اليومَ نفسَكَ مزرِيًا ... عليهَا ومُستعْدٍ عليها بما تُبْدِي

لتنجوَ في يومٍ عظيمٍ عَصَبْصَب ... مِنَ الإِفْكِ والبهتانِ للعالم المُهْدِي

فإِنَّكَ قد أَوغلتَ في الشَّرِّ قَائِلاً ... بما ليسَ معلومًا لدى كلِّ ذي نَقْدِ

وكلُّ الَّذِي قد قلتَ في الشيخِ فريةُ ... بلا مريةٍ والحقُّ كالشمسِ مُستَبْدِي

وأُعجبُ شيءٍ قولُه بعدَ هَذْرِه ... وتلفيقُه زورًا مِنَ القولِ لا يُجْدِي

ولا تحَسُبُوا أَنِّى رجعتُ عنِ الَّذِي ... تَضَمَّنه نَظْمي القديمُ إِلى نَجْدِ

بلى كلُّ ما بِه فيهِ هُوَ الحَقُّ إِنَّما ... تَجاريكَ من سَفْكِ الدِّمَا ليسَ مِن قَصدِ

أقولُ نَعم كلُّ الَّذِي قالَ أَوَّلاً ... هُو الحقُّ والتحقيقُ من غير ما رَدِّ

وكلُّ الَّذي قد قالَ في النَّظمِ أَوَّلاً ... يعودُ على القولِ المزَوَّرِ بالهَدِّ

لمن كانَ ذا قلبٍ خَلِىٍّ مِنَ الهَوى ... فقد عاشَ عصرًا بعدَ ما قالَ في العِقْدِ

ولم يُبدِ ردًّا أَو رُجوعًا عَن الَّذي ... تقدَّمَ أَو طعنًا بأَوضاعِ ذي الْحِقْدِ

إِلى أَن تَقضَّى ذلكَ العصرُ كلُّه ... ولم يشتهَرْ ما قيلَ مِنْ كُلِّ ما يُبْدِي

وتصديقُ ذا أَنَّ الَّذي قال لم يكن ... ولا صارَ هذا القتلُ والنَّهبُ في نجد

لمنْ بَايَعُوا طوْعًا على الدِّينِ والهُدى ... ولم يجعَلُوا للهِ في الدِّين مِن نِدِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015