ثكلتُكَ هل هَذِي مَقالةُ عالمٍ ... تقيٍّ نقيٍّ عارفٍ أَو أَخي رُشْدِ
أَيرجعُ أَموالاً إِلى كُلِّ من دَعا ... سِوَى الله معبودًا مِنَ الخلقِ لا يُجدِي
يُنادُون زيدًا طالبينَ برغبةٍ ... ومَنْ كانَ في الأجَداثِ مِنْ سَاكنِ اللَّحدِ
وتاجًا وشُمسَانًا ومن كانَ يدَّعي ... ولايتَه الجهالُ مِنْ غيرِ ما عَدِّ
ويدعُون أَشجارًا كثيرًا عديدَةً ... لعَمرى وأَحجارًا تُرادُ لِذِي القَصْدِ
وغارًا وقَدْ آوتْ إِليهِ بزعمهِمْ ... هُنالِكَ بنتٌ للأَميرِ عَلَى جَهْدِ
وقد رامَ منها فاسقٌ أَن يريدَها ... بسوءٍ فعادَ الغَارُ منغلقَ السَّدِّ
وكانَ لها المَوْلى مُجيرًا وعاصِمًا ... فيدعونَه مِنْ أَجلِ ذَاكَ ذَوُو اللَّدِ
وفَحَّالُ نخلٍ يختلفْنَ نِساؤُهُم ... إليهِ بإِهداءِ القرابينِ عَنْ عَمْدِ
إذا لَمْ تَلِدْ أَو لم تُزَوَّجْ لِيعْطِها ... بنينَ وزوْجًا عاجِلاً غيرَ ذي صَدِّ
وكلُّ قُرى نجدٍ بهِنَّ معابِدٌ ... كثيرٌ بلا حَدِّ يُحدُّ ولا عَدِّ
فإِنْ كَانَ هَذَا ليسَ عِنْدَك مُخرجًا ... مِنَ الدِّين مَنْ يَأْتِي به مِنْ ذَوِي الجَحْدِ
لأَنَّهمو قَد آمَنُوا بمحَمَّد ... عليه صلاةُ اللهِ ما حَنَّ من رَعْدِ
ولا اعتقدُوا فيمَنْ دَعَوْه بإِنَّه ... إلهٌ مع الرَّحمنِ ذي العَرْشِ والمَجْدِ
ولكنَّهُمْ قومٌ أَتَوْا بجَهالَةٍ ... وغَرَّهُمُ الشَّيطانُ ذو الغَدْرِ والطَّرْدِ
فزيَّن للجهَّالِ أَنَّ ذَوِي التُّقَى ... من الصَّلحَا والأَولياءِ ذَوِي الرُّشْدِ
لهم شفعاءُ ينفعونَ وأَنَّهم ... يضرَّون هذَا قولُه عن ذَوِي اللَّدِّ
فمنْ أَجْل هَذا كانَ هذَا اعتقادَهم ... كم اعتقد الكُفَّارُ مِنْ قبلُ في النِّدِّ
ولكنْ أَولاءِ القومِ ليسُوا كمَنْ مَضَى ... فقدْ أَثبتوا التَّوحيدَ للواحِدِ الفَرْدِ
فمَا الأَوليَا والصالحون لَديهمُو ... بآلهَةٍ حَاشَا فليسُوا ذَوِي مَجْدِ