ولكنَّهم في غَيِّهم وَضلاَلِهم ... وطُغْيانِهم لا يهتدونُ لمن يَهْدِي

نعم كانَ مِنْهُم مَنْ أَجابَ تَزَنْدُقًا ... وحَادَ أَخيرًا عن مُوافَقَةِ الرُّشْدِ

إلى الكفرِ والإِشراكِ باللهِ جهرَةً ... فقاتلهُمْ عمدًا وقصدًا لِذِي القَصْدِ

فخافَ مِنَ المولى عقوبةَ تركِهمْ ... على كفرِهم حتَّى يَفِيئُوا لما يُبْدي

وعاملَ أَهلَ الحقِّ باللُّطفِ والَّذِي ... يَحيد عن الإِسلامِ بالصَّارِم الهِنْدِي

وقد قام يدْعوهم إِلى الله برُهَةً ... مِن الدَّهر لم يَأْلُ اجتهادًا بما يُبْدي

وعامَلَهم باللُّطفِ والرِّفْقِ دَاعيًا ... إلى فِعْل ما يَهْدِي إِلى جَنَّة الخُلْدِ

فلمَّّا أَبَوْا واستكبرُوا وتمرَّدُوا ... عن الدِّينِ واستعدَوا غُواةَ ذَوِي جَحْدِ

أَحلَّ بِهِم ما قَدْ أَحلَّ نَبِيُّهم ... بمن كفروا باللهِ مِنْ كُلِّ ذي طَرْدِ

إِلى أَنْ أَنابُوا واستجابُوا وأَذَعَنُوا ... لمن قامَ يدعُوهم إِلى منهجِ الرُّشْدِ

فنالُوا به عِزًّا وحمْدًا ورفعَةً ... ودَانَ لهُم بالدِّين من صَدَّ عَنْ جَهْدِ

وقولُك فارْدُدْ ما نهبَتَ تَحَكَّمٌ ... ثَكِلتُكَ هل تَدْرِي غوائلَ ما تُبْدِي

أَيُرجع أَموالاً أُبيحت بِكُفرهِمْ ... إليهِم وهلْ هَذِي مَقالةُ ذي نَقْدِ

أَهذَا حرامٌ ويلَ أُمِّكَ أَو أَتَى ... بِذَلكَ وَحْيٌ مستبينٌ لِذِي رُشْدِ

فلو أَنَّ ما تحكي من الزُّور كَائن ... لكانَ حَرامًا لا يُباحُ ولا يُجدي

وما عزَّ شمسُ الدِّينِ في نصرةِ الهَدى ... تُعزِّزُه بالجاهِ والعِزِّ والجَدِّ ...

ولا بِأُناس حسَّنُوا البغي بالهَوَى ... ولا هَمُّهم إلا الأَثاثُ مَعَ النَّقْدِ

كما قُلتَه فيما تَهورَّتَ قَائِلا ... بما لم يَقُل أَهلُ الدِّرَايَةِ في نَجْدِ

وما قلتُمو بالمَيْنِ مِنْ هَذَيَانِكم ... كقولكَ تمويهًا عَلى الأَعينِ الرُّمْدِ

يريدُون نهبَ المسلمينَ وأَخذَ مَا ... بأَيديهمو من غيرِ خوفٍ ولا حَدِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015