وما قاتَلَ الشَّيْخُ الإِمَامُ محمَّدٌ ... سوى أُمَّةٍ حَادُوا عَنِ الحَقِّ والقَصْدِ
يُنادُون زيدًا والحسينَ وخالدًا ... ومَن كَان في الأَجداثِ مِن سَاكنِ اللَّحْدِ
وقدْ جَعلُوا للهِ جَلَّ جَلاَلُه ... نَدِيدًا تعالى اللهُ عن ذَلِكَ النِّدِ
وقاتلَهم لمَّا أَبَوْا وتمَرَّدُوا ... وقد شَرَّدُوا عَن دَعْوةِ الحقِّ لِلضِّدِّ
فعمَّن أَخذتَ الزُّورَ ممَّا نَظمتَه ... وسطَّرتَه في الرَّقِّ جهرًا على عَمْدِ
أَعن مِرْبَدٍ مَن فَرَّ عن دينِ أَحمَدٍ ... وقد أَشرقَت أَنوارُه في رُبى نَجْدِ
وقد هَاضَهُ بل غَاضَه وأَمضَّه ... تَلأْلُؤ نورِ الحقِّ مِن كَوكَبِ الرُّشْد
وقد أَلِفَ المَأْفُونُ ما كانَ قومُه ... عليهِ مِنَ الإِشراكِ والجعل للنِّدِّ ...
ولمَّا استجابُوا واستقامُوا على الهُدى ... تضايقَ لمَّا لم يَجِدْ مَنْ لَه يُجْدِى
فَفَرّوا بذِي تُرَّهاتِ وضَلَّةٍ ... يَصُدُّ بها أَهْلُ الغِوايَةِ واللَّدِّ
عن الدِّينِ والتقوى ذَوِي الإِفْكِ والرَّدى ... وهيهاتَ قَدْ بَان الرَّشادُ لِذي نَقْدِ
فقولُك عمَّن صدَّ عن دينِ أَحمَدٍ ... بتزويرهِ إفْكًا وبُهْتًا عَلى عَمدِ
فإنَّهمُو قد بايعوكَ على الهُدَى ... ولم يَجْعَلوا للهِ في الدِّينِ مِنْ نِدِّ
تَهوُّرَ أَفَّاك وتزويرَ مُبْطِلٍ ... تَجارَى به الأَغواءُ والحَسَدُ المردِي
فما بايَعُوا بَعْدَ الضَّلالِ على الهُدَى ... وقاتلَهُمْ حاشَا وكلاَّ فما تُبْدِي
من الزُّورِ والبهتانِ ليسَ بثابتٍ ... وليس له أَصلٌ فدعْ عنكَ ما يُرْدِي
ولا هجرُوا ما كانَ مِن بِدَعٍ ومِنْ ... عِبَادةِ مَنْ حَلَّ المقابرَ في اللَّحْدِ
فلو آمَنُوا باللهِ مِنْ بعدِ غيِّهِمُ ... وتابُوا عن الإِشراكِ بالصَّمدِ الفَرْدِ
لمَا سُفِكَتْ تلكَ الدِّماءُ وقُتِّلوا ... بلا حُجَّةٍ هَذَا مِنَ الكذِبِ المردِي