وتنقضُ ما أَبرمتَه بتهورٍ ... يعودُ على ما قلتَ بالرَّدِّ والهَدِّ
وحقَّقتَ في المختار ما قال شيخُنا ... بإِجماع أَهلِ العلم مِنْ كلِّ ذي نَقْدِ
على كفرِه لمَّا تَنَبَّا وبعدَه ... تناقضُ ما حقَّقْتَ بالهدِّ والرَّدِّ
على أنَّ ذا الإجماعَ عن مثل مصعب ... وكابن الزُّبير الفاضل العَلَم الفرد
وكالفاجر الحجّاج من كان ظالما ... وعبد المليك الشهم ذي العِلْم والمجد
وإن أولاءِ القومِ ليسوا بحجَّةٍ ... وليسوا ذَوِي علْم وليسوا ذَوِي رشد
وطَّلاب مُلك لا لِدينٍ ولا هدىً ... وأَرباب دولات ودنْيا ذوو حقد
فَمنْ مِثْلِهم لا يستجيزُ محقِّقٌ ... حكايةَ إِجماع يقرَّر عن عمِد
فَناقَضَ ما قد قال في النَّظم أوَّلاً ... بما قاله في الشَّرح بالهمْط ذو اللَّد
ومات هكذا يحكي ذوو العِلم والهُدى ... ولا منْ له عقْلٌ وعلمٌ بما يبدي
وأغفل ذكرَ التَّابعين ذَوِي التَّقى ... خلاصة أهل العلم في الحلِّ والعقد
ليُوهم ذا جهل غبيًا بأَنَّمَا ... حكايةَ إِجماع الأَئمَّة لا يجدي
فقل للغبىِّ الفَدْم لو كنتَ منصفًا ... خليًا من الأَغراضِ والغلِّ والحقدِ
لما حدَّث عن نهج الأَئمَّة كلّهم ... وجئت بهذر لا يفيد لدى النقد
ووالله ما أَدري علامَ نسيْتَ ما ... تلفَّقه من جهِلك الفاضح المُردي
إلى الشيخِ والشيخُ المحقّق لم يقل ... بإِجماع أَعيان الملوك ولا الجند
ولكنْ حكى إِجماعَ كلِّ محقق ... من السلف الماضين من كلِّ ذي مجد
كما هو معلومٌ لدى كلِّ عَالم ... ولو كنتَ ذا علم لأَنصفَت في الرَّد
وقولك في الجعد ابن درهم إِنَّه ... على قتله لم يَجْمَع النَّاس عن قصد