فمحض أَكَاذِيبٍ وتَزْويرُ آفكٍ ... وظلمٌ وعُدوانٌ وذلكَ لا يُجْدِي
وقولكَ تمويهًا وإلزامُ مُفْتَرٍ ... بما لم يكُنْ مِنَّا بِفعلٍ ولا عقْدِ
وقال ثلاثٌ لا يحِلُّ بغيرِها ... دمُ المسلمِ المعصومِ في الحلِّ والعقْدِ
وقال عليٌّ في الخوارجِ إنَّهُم ... من الكُفرِ فَرُّوا بعْد فِعْلِهِمُ المردِي
ولَمْ يَحفِر الأَخْدودَ في باب كِنْدَةِ ... ليحرقَهم فافْهم إذا كنتَ تَسْتَهْدِي
أَقولُ نعم هذَا هو الحقُّ والهُدَى ... ونحنُ على ذَا الأَمرِ نَهدِي ونَسْتَهْدِي
ولم نَتَجاوزْ في الأُمورِ جميعِها ... بحمدِ ولىِّ الحَمْدِ منصوصَ مَا تُبْدِي
ولكن أَطعْتَ الكاشحينَ بمينِهم ... بتزوير بهتانٍ على العالمِ المُهْدِي
بأَنَّأ قَتَلْنا واستَبَحْنَا دِمَاءَهَم ... وأَموالَهَم هذِي مقالَة ذي الْحِقْد
وحَاشا وكَلاَّ ما لِهَذَا حقيقَةٌ ... وليسَ له أَصل يقرَّرُ في نَجْدِ
وأَعجبُ من هذَا التَّهورِ كُلِّه ... مقالُك في هَمْطٍ وخَرْطٍ على عَمْدِ
وأَبديْتَ جْهْلاً في نظامِك والَّذي ... شرحتَ به المنظومَ مِنْ جهلِكَ المردِي
كقولِكَ عن بحرِ العلومِ محمَّدٍ ... إمام الهُدَى المعروفِ بالعِلْمِ والنَّقْدِ
وقد قلتَ في المختارِ أَجمعَ كلُّ مَنْ ... حَوَى عصرَه مِنْ تَابِعيِّ ذَوِي رُشْدِ
على كُفره هذا يقينًا لأَنَّه ... تَسمَّى نبيًّا لا كَمَا قلتَ في الجَعْدِ
فذلك لم يُجمِع على قتلِه ولا ... سوى خَالِدٍ ضحَّى به وهوَ عن قَصْدِ
أَقولُ لَعَمْرِي قد تجارَى بِكَ الهَوى ... إِلى جَحْد معلومٍ من الدِّين مُستَبْدِ ...
ويعلم هذا بالضَّرورَةِ إنَّه ... بإِجماعِ أَهل العِلْمِ من كُلِّ مُسْتَهْدِي
وأَوردتَ همْطًا لا يسوغُ لعالِمٍ ... حكايتُه في شرح منظومِك المردِي