وقالوا أَتينا قاصدين حقيقةً ... بذلك أَسلمنا ولم يدرِ بالقصد
فأَنكر هذا المصطفى ووداهمو ... جميعًا فخُذْ بالعلم عن كلِّ مستهدي
ولم ينتهِ عن قتل من كان خارجا ... عليه عليٌّ بل أَباد ذوي اللَّد
وهم إِنَّما فرّوا من الكفر فاعتدوا ... وكانت صلاةُ القوم في غاية الجد
ويحقر أَصحابُ النَّبيِّ صلاتَهم ... مع القوم من حُسن الأداءِ مع الجهد
خلا أَنَّه لم يأخذ المال منهمو ... ولم يُجرمنَّا في خطاء ولا عمد
فما قتل الشيخ الإِمامُ محمَّدٌ ... لملتزم الإِسلام ممن على العهد
ولكنَّما تكفيرُه وقتاله ... لعبّاد أَوثانٍ طغاة ذوي جحد
فقاتل من قدْ دانَ بالكفر واعتدى ... وكفَّ أَكفَّ المُلسمين ذوي الرُّشد
عن المُسلمين الطائعين لربِّهم ... ولم يشركوا بالواحد الصَّمدِ الفرد
وهبْ أَن هذا قولُ كلِّ منافق ... يصدّ عن التوحيد بالجدِّ والجهدِ
فما كلُّ قولٍ بالقبولِ مقابل ... فحقِّق إذا رمت النجاة لما تبدي
فلا تُلقِ للفُساق سمعك واتئِد ... ففيه وعيدٌ ليس يخفى لِذِي النقد
وما مِرْبدٌ في قوله بمُصدَّق ... وقد كان زنديقًا لدى كلِّ مستهدي
فهذى تصانيفُ الإِمام شهيرة ... مدونةٌ معلومةٌ لذوي الرُّشد
وقولُك أَيضًا في الأَئمَّة إنهم ... أناس أَتوا كلَّ القبائح عن عمد
فقال له بعضُ الصَّحابة سائلاً ... وقاتلهم حتى يفيئوا إِلى القصد
فقال لهم لا ما أَقاموا صلاتَهم ... نهى عن قتال القوم فاسْمع لما أَبدي
أولئك قومٌ مُسلمون أَئمَّةٌ ... أَتوا بمعاصٍ منكَرات ولا تُجدي
ولم يُشْرِكوا بالله جلَّ جلالُه ... ولم يتركوها قاصدين على عمد