وتستيقنوا أنَّ الأَكاذيب هذه ... ملفقةٌ لفَّقتموها على عمد
ويعلم أَهلُ العلم بالله أَنكم ... بذلتم على تلفيقها غايةَ الجُهد
لكي تطمسوا أَعلام سنَّة أَحمد ... بتزوير أَفَّاك جهول وذي حقد
وقولك في منظوم ميْنك ضلَّةٌ ... ولبسٌ وتمويهٌ على الأَعين الرُّمد
وقد قال خَيْرُ المرسلين «نَهَيْتُ عن» ... فما باله لم ينتهِ الرَّجل النَّجدي
أَقول نعم هذي الأَحاديث كلُّها ... مدونة مرويةٌ عن ذوي النقد
وليس بها والحمد لله حُجةٌ ... على ترك مرتدٍّ عن الدِّين ذي جحد
فمنصوصها في ترك من أَظهر الهدى ... وباطنُه في الاعتقاد على الضدِّ
فدلَّت على تركٍ لمن كان مُظهرا ... من الدِّين أَركانا فَتَدْرأ عن حدِّ
فيجري له حكمُ الظواهر جهرةً ... وباطنُ ما يخفي إلى الواحد الفرد
فإِن أَظهر الكفر الَّذي هو مبطنٌ ... فليس له من عاصمٍ موجب يُجْدِي
وليس على الإِطلاق ما أَنت مطلقٌ ... ففي ذاك تفصيلُ يبِينُ لذي الرُّشد
فقد همَّ خيرُ المرسلين محمدٌ ... بإحراق من صلى وذاك على عمد
لأَنهمو لم يحضروا في جماعة ... وقد فُرضت عينا على كلِّ مستهدي
ولولا الذَّراري والنِّساءُ معلَّلا ... لأَحرقهم فيها فباءُوا بما يردي ...
وما كان هم المصطفى بضلالةٍ ... ولا باطلٍ لكن بحقٍّ وعن رشد
وقد قتل الفاروق من ليس راضيًا ... بحكم النبيِّ المصطفى كامل المجدِ
ولم ينههُ المعصومُ عن قتل مثله ... ولا عابه في قتله ثَمَّ عن عمد
كما برئَ المعصومُ من قَتْلِ خالدٍ ... جذيمةَ لمَّا أَخطئوا باذلي الجهد