فجرتُم وجُرتم بالأَكاذيب والهذا ... ووضع مُحالات على العالم المهدي
كقولك في منظوم مَيْنك فريةً ... عليه بما تبديه من جهلكَ المُردي
وقد جاءَنا عن ربِّنا في براءَةٍ ... براءَتُهم من كلِّ كفرٍ ومن جَحد
فإِخواننا سماهم الله فاستمع ... لقول الإِله الواحد الصَّمد الفرد
أَقول تأَمَّل لا أبا لك نصَّها ... تجدْ منهلا عذبًا أَلذّ من الشهد
ففيها البيان المستنيرُ ضياؤه ... لمنْ كان ذا قلبٍ شهيدٍ وذا رُشد
ولكنَّ أَهل الزَّيغ في غَمراتِهم ... وفي غيهم لا يرعوون لمن يهدي
وآذانُهم صمٌّ عن الحقِّ والهدى ... وأبصارهم عن رؤية الحقِّ كالرُّمد ...
أليست لمن تابوا من الكفر والرَّدى ... ولم يشركوا شيئا بمعبودِنا الفرد
وصلُّوا وزكوا واستقاموا على الهدى ... فهم إخوةٌ في الدِّين من غير ما ردِّ
فأَين الدّليلُ المستفادُ بأنهم ... إذا لم يتوبوا لم يكونُوا ذوي جَحْدِ
فما كفَّر الشيخُ الإِمامُ محمَّدٌ ... سوى من دعا الأَموات من ساكن اللحد
ومن لم يَتُبْ من كُفره وضلاله ... وإِشراكه بالسيَّد الصَّمد الفَرد
وأَجرى دماهُم طاعةً وتقربًا ... إلى الله في قتلِ الملاحدةِ اللُّد
فما كلُّ من صلَّى وزكَّى موحّدًا ... فأَبْدِ دليلا غير ذا فهو لا يُجدي
ودعنا من التمويه فالحقٌّ واضح ... وليس به لَبْسٌ لدى كلِّ مستهدي
أَلا فأَرُونا يا ذوي الغيِّ والهوى ... كلامًا سوى هذي الأَكاذيب مستبدي
وجيئوا بتطهير اعتقادٍ لسيد ... إمامٍ محقٍّ ذي الدراية والنقد
فَقَابل ما قلتم بما في كتابه ... وما قاله في الاحتجاج على الضدِّ
لَكي تعلموا أَنَّ الأَمير محمَّدًا ... بريءٌ من المنظوم والشرح والردِّ