وذا فرية لا يمتري فيه عاقلٌ ... على أَنَّه زورٌ من القَول مستبدِ ...
وقد كان في الإعراض سترٌ لجهله ... ولكنه أَبدى مخازيه عن قصد
لِيخْدع مأْفونًا ومن كان جاهلا ... وليس على نهج من الحقِّ والرُّشد
فما كفَّر الشيخُ الإِمامُ محمَّدٌ ... جميع الورى حاشاه من قول ذي الطَّرد
ولا قال في تلك الرسائل كلها ... بتكفير أهل الأَرض من كلِّ مستهد
ولكنما تكفيره لمن اعتدى ... وحاد عن التوحيد بالجعل للنّد
فيدعو سوى المعبود جلَّ جلاله ... ويرجوه بل يخشاه كالمنعم المسدي
وينسِك للأموات بل يستغيثهم ... ويندُب من لا يملك النفع للعبد
وذلك إِشراك به لاتخاذه ... مع الله مألوهًا شريكًا بما يبدي
من الحبِّ والتعظيم والخوف والرجا ... ومن كل مطلوب من الله بالقصد
فإن كان عبادُ القبور لديكمو ... هم المسلمين المؤمنين ذوي الرُّشد
وهم كلُّ أَهل الأَرض والكل مُسلم ... وما مِنْهمو مِنْ كافرٍ جاعلِ النِّد
وما قد تُلي من آية في ضلالهم ... ومن سُنةٍ للمصطفى خيرِ من يهْدى
ملفقةٌ ليست لديكم بحجة ... وتلك كبيت العنكبوت لدى النقد
فما فوق هذا من ضلال وفريةٍ ... يجيء بها أهلُ العناد ذوو الطَّرد
وقد أَنكرت كلُّ الطوائف قولَه ... بلا صَدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وِرْد
كما قاله أَعني الأَمير محمّدًا ... وقد كان ذا علم عليما بما يُبدي
وقالوا كما قد قلتموه تحكما ... وهنْطًا وخرْطًا لا يُفيد ولا يُجدي
تجرَّا على تكفير كل موحدٍ ... مصلٍّ مزك لا يحول عن العهد
ثَكلْتُكَ هل هذا كلامُ محقَّق ... كعالم صنعا ذي الدِّرايةِ والنقد