وَمن قَالَ في كيفَ اسْتَوى فَهْوَ كَاذِبٌ ... عَلَى اللهِ فِيمَا قَالَه مُتَقَوِّلُ
وَمذْهبُنَا: أنْ لا نُشَّبِهَ رَبَّنا ... وأنْ لا نَقْلْ: كَيفَ اسْتَوَى أَو نُعِطِّلُ
وأشْهدُ أَنَّ اللهَ لَيسَ كَمِثْلِهِ ... لَهُ العِزُّ والتَّدبِيرُ والحُكْمُ والعُلُو
وأشْهَدُ أَنَّ «الأوَّلُ» اللهُ وَحْدَه ... وَ «آخِرُ» يَبْقَى سَرْمَدًا يَتَبَتَّلُ
هُو اللهُ مُبْسُوطُ اليَدَينِ كِلاَهُمَا ... تَسِحُ مِن الإِحسانِ سَحَّاءَ وتَهْطُّلُ
إذا وَعَدَ المَوعُودَ أنْجَزَ وَعْدَهُ ... سَرِيعًا بِلاَ رَيبٍ ولا شَكَّ يَحْصُلُ
«قَرِيبٌ مُجِيبٌ» يَسْتَجِيبُ لِمَنْ دَعَا ... «جَوَادٌ» إذا أعْطَى العَطا يَتَجَزَّلُ
يَسِحُ مِن الإحسانِ سَحًا عَلَى الوَرَى ... «وَهُوبٌ، جَوادٌ، مُحْسنٌ» مُتَفَضِّلُ
تَبَارَكَ لا يُحصَي عَلَى ذَاتِهِ الثَّنَا ... وَلَو بِالثَّنَا كُلُ الخَلائِق أَجْمَلُوا
إذا كَانَ شُكْرُ العَبْدِ نَعْمَاهُ نِعْمَةً ... فأينَ يُطَاقُ الشُكْرُ مِن أَينَ يَحْصُلُ
فَسُبْحَانَ مَن كُلُ الوَرَى سَجَدُوا لَهُ ... إذا سَبَّحُوا أَو كَبَّرُوهُ وَهَلَّلُوا
قَضَى الله أَنْ لا يَعْبُدُ الخَلْقُ غَيرهُ ... وأنْ لاَ بِهِ شيءٌ وإنْ جَلَّ يَعْدِلُ
«عَلِيمٌ» بأحْوَالِ الوَرَى وبِمَا جَرَى ... ومَا لَيسَ يَجْرِي لَو جَرَى كَيفَ يَحْصُلُ ...
«لَطِيفٌ» فَلا يَخْفَى عَلِيهِ مِن الوَرَى ... خَفِيٌّ ولاَ يَنْسَى وَلاَ الربُّ يَذْهَلُ
لَهُ تُرْفَعُ الأَعْمَالُ في كُلِّ لَحْظَةٍ ... بِأيدِي كِرامٍ كَاتِبينَ وتُحْمَلُ
عَلَيهِ اعْتَمادِي واتْكَالِي وَرَغْبَتِي ... وَإِصْلاحُ شأْنِي مُجْمَلٌ وَمُفَصَّلُ
تَعَالَى فَأخْلاَقُ البَرايَا بِمَا قَضَي ... وقَدَّرَهُ مِن أيِّ شَكْلٍ تَشَكَّلُوا
فَمِنْهُمْ مُنِيبٌ مُسْتَجِيبٌ لِرَبِهِ ... صَبُورٌ عَلَى الضَّرَا لَهَا يَتَحَمَّلُ
يُجِبُّ اكْتِسَابَ الصَّالِحَاتِ مِن التُّقَى ... ومِن زِينَةِ الدُّنْيَا مُقِلٌ مُقَلِّلُ
مُطْيعٌ سِرِيعٌ في أَوَامِرِ رَبِّهِ ... مُنِيبٌ إلى مَعْبُودِهِ مُتَذَلِّلُ
كَثِيرُ البُكَا مِن خَشْيَةِ اللهِ رَبَّهِ ... مَفَاصِلهُ يُخْشَيى عَلَيها تَفَصَّلُ
لَه في النَّدَى رَوضُ وَفِي الجُودِ مَنْهَلٌ ... ومِنْ ذَا إلى ذَا دَائِمًا يَتَنَقَّلُ
إِذا جئْتَهُ تَبْغِي النَّدَىَ وَجَدْتَهُ ... رَحْيَبًا خَصِيبًا بِالنَّدى يَتَهَلَّلُ