وفي اسْمِهِ «الخلاَّقُ» لَمْ يَخْلُقِ الوَرَى ... سِوَاهُ «جَوَادٌ» دَائمٌ لَيسَ يَغْفُلُ
وفي اسْمِهِ «البارِي» بَرَى كُلَّ خَلْقِهِ ... وَألْطَافُه تَتْرَى دَوَامًا وَتَنْزِلُ
«عَليمٌ» فَلا يَخْفَي عَليهَ مِن الوَرَى ... ولَو غَابَ في شِقِّ من الأَرضِ خَرْدَلُ
«حَسيبٌ» فَيُحْصِي كُلَّ شَيءٍ وفي الذِي ... جَرَى بَينَنَا يَومَ القِيَامةِ يَفْصِلُ
«خَبِيرٌ» فَيَقْضِي مَا يَشَاءُ وكُلَّ مَا
« ... قَضَاه مَضَى حَتْمًا ولا يَتَفتَّلُ
«لَطِيفٌ» بِألَطْافٍ كثرٍ وبَعْضُها ... يُرَى ظَاهرًا بَينَ الوَرَى يَتَخَلَّلُ
«سَمِيعٌ» فَلاَ صَوتٌ خَفيٌ يَفُوتُهُ ... وَإنْ دَقَّ جِدًا واخْتَفَى لَيسَ يُشْكِلُ
و «برٌ» يُحبُّ البِرَّ يَرْفَعُ أَهْلَهُ ... عَلَى النَّاسِ في يَومِ الجَزَاءِ يُفَضِّلُ
«حَكِيمٌ» فَيَقْضِي مَا يَشاءُ بِحِكْمَةٍ ... «حَليمٌ فلا يَخْشَي فَواتًا فَيُعْجِلُ ...
«كَبِيرٌ جَليلٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ» لَهُ ... مِن الجُودِ والإِحسانِ مَا لَيسَ يُجْهَلُ
«ودودٌ رُحِيمٌ» بالمطِيعِ مِن الوَرَى ... فَمَنْ جَاءَهُ يَمْشِي أَتَاهُ يُهْرْوِلُ
وفي اسْمِهِ «التوابِ» يَقْضِي بِتَوبَةٍ ... لِمَنْ تَابَ صِدْقًا يَسْتَجِيبُ وَيَقْبَلُ
وفي «أحَدٍ» سُبْحَانَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... نَظِيرٌ ولا مِثْلٌ بِهِ يَتَمَثَّلُ
وفي «صَمَدٍ» سُبْحَانَه يَصْمُدُ الوَرَى ... إِليهِ جَمِيعًا أَصمدٌ لَيسَ يَأْكُلُ
وفي اسْمِهِ «الأعْلَى» كَمالُ عُلُوه ... أَعَزَّ وَأَعْلَى مَا يَكُونُ وَأكْمَلُ
وفي اسْمِهِ «المُعْطِي» يُغْيِثُ إِغَاثَةً ... بِهَا كَرْبُ مَن يَدْعُو بِهِ يَتَحَلَّلُ
وفي اسْمِ «مُجَيبٍ» يَسْتَجِيبُ لِمَنْ دَعَا ... وَيُعْطِي لِمَنْ شَا مَا يَشَا حِينَ يُسْأَلُ
وفي كُلِّ اسْمٍ لِلْإِلهِ دِلالةٌ ... وفيها مَعَانِي جُودِهِ لَو تَأمَّلُوا
وفي كُلِّ فردٍ لَو أُحيطَ بِعلْمهِ ... مَعَانٍ وَلَكَنْ مَنْ لَهَا يَتَوَصَّلُ
يَبْيَنُ وَيَبْدُو بالتَّأمُلِ بَعْضُهَا ... تَأمُّلُ مَن في عِلْمِهَا مُتَوَغِّلُ
يَبِينُ لِمَنْ يَتْلُو الكتابَ مُرَتِلاً ... وَمُدَّبِرًا آيَاتِهِ يَتَعَقَّلُ
هُوَ اللهُ فَوقَ العرشِ عَالٍ عَلَى الوَرَى ... عَليه اسْتَوى كَيفَ اسْتَوى لَيسَ يُعْقَلُ
أَبانَ لَنَا فِي الذِكْرِ عِلْمَ اسْتَوائِهِ ... عَلَى عَرْشِهِ والكَيفُ يَخْفَى وَيُجْهَلُ