حَذارِ حَذارِ مِن شيطان إنْسِ ... بِهِ لَعِبَ الهَوَى مَعَ شَرِّ رَهْطِ
يُرِيكَ تَمَلُّقًا مِن غَيرِ أصْلِ ... ويُبْدِي لِلْخِداعِ لِسانَ بَسْطِ
رُوَيدَكَ لا تُغَرَّ بِهِ وحاذِرْ ... وُقُوعَكَ في حَضِيضِ هَوانِ سُخْطِ
فلا تَصْحَبْ سِوَى خِلٍّ تَحَلَّى ... بإيمانٍ قَويمٍ لَيسَ يُخْطِي
تَنَلْ عِزًّا ومَجْدًا واعْتِبَارًا ... وَرَبُّكَ خَيرَ فَضَلٍ منه يُعْطِي
دَعِ التَّعْلِيلَ والتَّسويفَ واقبِلْ ... عَلىَ مَولاَك تَغْنَمْ نَيلَ حَظِّ
أدِمْ بالحَزْمِ إقْبَالاً عَليهِ ... عَسَى تَحْظَى بِتَوفِيقٍ وحِفْظِ
ونَقِّ القَلْبَ مِن شُبُهاتِ زَيغٍ ... تَراهُ مَعْنويًّا ثمَّ لَفْظِي
ورِدْ حَوضَ الشِّرِيعَةِ مَعْ صَفاءٍ ... وَجَانِبْ كُلَّ ذِي حَسَدٍ وَغَيظِ
وَرَقِّ النْفسَ بالعِرْفَانِ تَزْكُو ... وتَظْفَر بالمُنَى مِنْ كُلِّ وَعْظِ
أَفِقْ مِن غَفْلةِ الآمَالِ تَسْلَمْ ... وقُمْ للهِ أوَّابًا مُطِيعَا
وخَالِفْ كُلَّ شَيطانٍ مَرِيدٍ ... وَنَفْسَكَ والهَوَى ثَمَّ الرِّقِيعَا
فنِعْمَ العَبْدُ أنْتَ بِغَيرِ شكٍّ ... إذَا أَصْبَحَتَ لِلدَّاعِي سَمِيعَا
بَصيرًا بالعَوَاقِب في أمُورٍ ... بِهَا أحْسَنْتَ ما عِشْتَ الصَّنِيعا
تَمَسَّكْ بالشَّرِيعةِ واحْتَرِمْهَا ... تَنَلْ مِن فَضْلِهَا الشَّرَفَ الرَّفِيعَا ...
عَليكَ بخلْعِ أغيارٍ لِئامٍ ... إذا رُمْتَ المَعَزَّةَ في سُرَاكا
وَسِرْ بالصِّدْقِ في أجلى طريقٍ ... بهِ نُورُ الهُدَى يَسْمُو السِّمَاكا
ونَقِّ القَلْبَ مِنْ شَهَوات نَفْسٍ ... وحَقَق بالمَسير صَفَا هُدَاكا
بذَاكَ الفكرُ يَصْفُو من شكُوكٍ ... وأوهَامٍ بها نلْتَ ارتِبَاكا
لماذَا أنْتَ تَغْفُلُ عن رَقيب ... بَراكَ فَذا يَراك وليس يَغْفُلْ