وتُشْغَلُ عنهُ مُفْتُونًا بِدُنْيًا ... ومن سوى البَرايَا لَيس يُشْغَلْ
يُنادِي كلَّ ذي قَلْبٍ سَلِيمٍ ... لحَضْرَتِه وأنتَ أراكَ تَكْسَلْ
فقُمْ في كلِّ وَقْتٍ باجتهادٍ ... أجِبْ وَأقْبِلْ على مولاكَ تُقْبَلْ
مَسِيركَ في طَريقِ القَومِ يَحْلُو ... إذا كانَ المسيرُ معَ الكِرامِ
إذَا صاحَبْتَهُمْ أصْبَحْتَ مِنْهُمْ ... وَنِلْتَ بقُرْبِهمْ أقْصَى مَرَامِ
رجالٌ أَخْلَصُوا للهِ حتّى ... حباهُمْ رَبُّهُمْ أسْمَى مَقَامِ
حرف الواو
وعَظِّم شأنَ ربِّك حيثُ أبْدَى ... وُجُودَ الخَلْقِ إبْداعًا وسَوَّى
فأسْعَدَ بَعْضَهُم والبعض أشْقَى ... فَريقًا قَد هدى وفَريقًا اغْوى
بِذَا حكَم الإلهُ على البَرايا ... فمِنهُم فازَ ذُو فضلٍ وتَقْوَى
عَجيبٌ منْكَ إذْ تُبْدي اعِتراضًا ... به أخْطَأتَ واللهِ المَقَالا
فتُبْ للهِ منْ كلِّ اعتِراضٍ ... وَطَهِّرْ فكرَكَ المغرورَ حَالا
لأنَّ الله يَفْعلُ في البَرايا ... كما شاءَتُ إرادتُهُ كَمَالا
دَعِ المَخْلُوقَ للخَلاَّقِ واحْذَرْ ... لأنَّ الاِعْتَراضَ غَدا ضَلالاَ
وثِقْ باللهِ في قَولٍ وفِعْلٍ ... بَلَغْتَ من الكَمالِ بهِ وِصَالاَ
إلى مَولاَكَ سَلِّمْ كُلَّ أمْرٍ ... تَفُزْ في كلِّ صُبْحٍ أو عَشِيّ
وصُنْ منكَ الفُؤادَ بحُسْنِ سَيرٍ ... بإخْلاصٍ على النهج السَّوِيّ
ومِنْ مَولاكَ اطْلُبْ مَنْحَ فَضْلٍ ... تَنَلْ منهُ صَفَا العيشِ العَنيّ
وأكثِرْ مِنْ صَلاتِكَ مَعْ سلامٍ ... على أسْمَى نَبيٍّ هاشِميّ
صلاةُ اللهِ يَتْلُوها سَلامٌ ... عليهِ دامَ كالمِسْكِ الزَّكيّ
* * *
آخر:
اقْرأْ كتاب الله أن رمت الهدى ... أو رمت ترقى ذروة الإحسان
واعكف بقلبك في أرَائِكِ روضة ... مملوءة بالعلم والإيمان