إلى كمْ ذا التَّمَادِي بالدَّسَائِسْ ... وأَنْتَ بِحَمْأةِ البُهْتانِ غَاطِسْ
تُسَاعِدُ كُلَّ نَمّامٍ بإفْكٍ ... وتَغْتالُ الأكَارِمَ والأَوانِسْ
تُسَابِقُ كُلَّ شَيطانٍ رَجيمٍ ... بما تُبْدِيهِ مِنْ فِتَنِ الوَسَاوِسْ
أضَعْتَ العُمْرَ في زُورٍ وَوزْرٍ ... وَلَهْوٍ معْ ذَوِي الغَدْرِ الأَبَالِسْ
فعَجِّلْ بالمَتَابِ لِنَيلِ عَفْوٍ ... لِتُحْبَى مِنْ جَنَا مَا أَنْتَ غَارِسْ
أَرَى وَخَطَ المَشِيبِ دَلِيلَ سَيرٍ ... إِلَى دَارٍ صَفَتْ مِنْ كُلِّ غِشِّ
بِهَا فَازَ التَّقِيُّ بفِعْل خَيرٍ ... ونالَ مِن المُهَيمن صَفْوَ عَيشِ
يُنِيلُ العَفْوَ رَبِّي كُلَّ عَبْدٍ ... بتَقْوَى اللهِ بَينَ النَّاسِ يَمْشِي
ويُخْزِي كُلَّ أفَّاكٍ أثِيمٍ ... وَيَجْزْي كُلَّ خَتَّارٍ بِبَطْشِ
إذَا رُمْتَ الرِّضَا والعَفْوَ مِنْهُ ... تَنَزَّهْ عَن قَبِيحِ الفِعْلِ وامْشِ
إلامَ وأَنْتَ في زَهْوٍ وَلَهْو ... وإنَّ العُمْرَ مُعْظمُهُ تَقَلَّصْ
تُعاقِرُ خَنْدَرِيسَ السُّوء دَومًا ... نَدِيمُكَ مَنْ إِلَى الفَحْشَا تَرَبَّصْ ...
وتَهْجُرُ كُلَّ ذِي هَدْيٍ قَوِيمٍ ... وَتُوصِلُ كُلَّ زِنْدِيقٍ تَمَلَّصْ
بِذَا أطْفَأْتَ نُورَ العَقْلِ حتى ... ضَلَلْتَ عنِ الهِدَايَةِ يَا مُنْغَّصْ
أَنِرْ بإِنَابَةٍ لله عَقْلاً ... لَهُ نُورُ الهُدَى بالحقِّ حَصْحَصْ
عَلاَمَ رَغِبْتَ بالأَوزَار حَتّى ... رَغِبْتَ عن القيامِ بكُلِّ فَرْضِ
بِضُرِّ الناسِ كَمْ تَغْدُو وَلُوعًا ... بأنَيابِ تُمَزِّقُ كُلَّ عِرْضِ
فوَا عَجَبًا لِمُغْتَالٍ زَنِيمٍ ... بِزُورِ القَولِ والبُهَتانِ يَمْضِي
ولَمْ يَخْتَرْ سُلُوكًا غَيرَ غَدْرٍ ... بِهِ قَرَضَ الأكارِمَ شَرَّ قَرْضِ
يَظَلُّ على الفَسادِ ولَيسَ يَدْري ... بأنَّ الله بَينَ الناسِ يَقْضِي