حرف الطاء

كَفَى بالمَرْءِ عَارًا أَنْ تَرَاهُ ... مِن الشَّأن الرّفِيعِ إلى انْحِطَاطِ

على المَذْمُومِ مِن فِعْلٍ حَرِيصًا ... على الخَيراتِ مُنْقَطِعَ النَّشاطِ

يُشِيرُ بِكِفَّهِ أَمْرًا ونَهْيًا ... إلى الخُدّامِ مِن صَدْرِ البِسَاطِ

يَرَى أنَّ المَعَازِفَ والمَلاهَي ... مُسَبِّبَةُ الجَوَازِ على الصَّراطِ

لقدْ خابَ الشَّقيُّ وضَلَّ عَجْزًا ... وزَالَ القلْبُ منْهُ عن النِّيَاطِ

حرف الظاء

إذَا الإنسانُ خَانَ النَّفْسَ مِنْهُ ... فَمَا يَرْجُوهُ رَاجٍ لِلْحِفَاظِ

ولا وَرَعٌ لَدَيهِ ولاَ وَفاءٌ ... ولاَ الإِصْغَاءُ نَحْوَ الاتِّعَاظِ

وما زُهدُ الفُتَى في حَلْقِ رأسٍ ... ولا بِلِبَاس أَثْوَابِ غِلاظِ

وَلكنْ بالهُدَى قَولاً وفِعْلاً ... وإدْمانِ التَّخَشَّعِ في اللِّحَاظِ

وإعْمَالِ الذي يُنْجِي ويُنْمِي ... بِوُسْعٍ والفِرارُ مِنَ الشُّواظِ

حرف العين

لِكُلّ تفرُّقِ الدُّنْيَا اجْتمَاعٌ ... فَمَا بَعْدَ المَنُونِ مِن اجْتِمَاعِ

فِرَاقٌ فاصِلٌ ونَوًى شَطُونٌ ... وشُغْلٌ لا يُلبِّثُ لِلْوَدَاعِ

وَكُلُّ أُخُوَّةٍ لا بُدَّ يَومًا ... وإنْ طَالَ الوِصَالُ إلىَ انْقِطاعِ

وَإنَّ مَتَاعَ ذِي الدُّنْيا قَلِيلُ ... فَما يُجْدِي القَليلُ مِنَ المَتَاع ...

وَصَارَ قَلِيلُها حَرِجَا عَسِيرًا ... تَشَبَّثَ بَينَ أنْيَابِ السِّباعِ

حرف الغين

وَلَم يَطْلُبْ عُلُوَّ القَدْرِ فِيها ... وعِزَّ النَّفْسِ إلا كُلُّ طَاغِ

وإنْ نَالَ النفوسَ مِن المَعَالي ... فليسَ لنَيلِها طِيبُ المَسَاغِ

إذا بَلغ المُرَادَ عُلاً وعِزًّا ... تَوَلَّى واضْمَحَلَّ مَعَ البَلاغِ

كَقَصْرٍ قَدْ تَهَدَّمَ حَافَتَاهُ ... إذا صَارَ البِنَاءُ إلى الفَرَاغِ

أقُولُ وَقَدْ رَأَيتُ مُلُوكَ عَصْرِي ... أَلاَ لاَ يَبْغِيَنَّ المُلْكَ بَاغِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015