كنت عليها هي موضع الصلاة القبلة المتقدم.

وقيل إن "جعل" هنا بمعنى. . . (?) كان على بابها في المعنى ويكون في الكلام إضمار تقديره وما جعلنا القبلة التي كنت عليها. . . (?) -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يصلي بمكة إلى الكعبة ثم أمر بالصلاة إلى بيت المقدس بعد الهجرة تألفًا لليهود ثم حول إلى الكعبة ثانيًا فيكون معنى الكلام: وما جعلنا القبلة الجهة التي تحب أن تستقبلها الكعبة التي كنت عليها أولًا بمكة، وعلى هذا التقدير لا يحتاج الكلام إلى إضمار وتكون "كان" على بابها في المعنى ولكن هذا على قول أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان فرضه بمكة أولًا الصلاة إلى الكعبة وأن القبلة نسخت مرتين، وفي هذا قولان للعلماء: أحدهما هذا واختاره الإمام أبو عمر بن عبد البر وقال: هو الصحيح، واحتج له بحديث البراء بن عازب -رضي اللَّه عنهما- قال: لما قدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة صلى نحو بيت المقدس ستهَ عشر شهرًا. . . الحديث (?).

قال (?): الظاهر يدل على أنه لما قدم المدينة صلى إلى بيت الممَدس لا قبل ذلك.

وبحديث علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: كان أول ما نسخ اللَّه من القرآن القبلة وذلك أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة كان أكثر أهلها اليهود أمره اللَّه عز وجل أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود بذلك فاستقبلها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بضعة عشر شهرًا وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يحب قبلة إبراهيم فأنزل اللَّه عز وجل {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 143] (?).

وهذا الحديث منقطع، فإن علي بن أبي طلحة لم يلق ابن عباس، إنما سمع من أصحابه، مع أنه أيضًا متكلم فيه، وإن كان مسلم قد روى له، فقد قال فيه أحمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015