قال: ذهبت بالمركب فبينما أنا في جوف الليل والبحارون يجدفون إذا أنا بصوت يقول: يا اللَّه يا اللَّه يا غياث المستغيثين يكررها مرات، فلما استقر صوته في أسماعنا ناديناه مرارًا لبيك لبيك وجدفنا بالمركب نوح الصوت وهو ينادي يا غياث المستغيثين ونحن نجيبه فألفينا هذا الرجل غريقًا في آخر رمقٍ من الحياة فاستقيناه من البحر وسألناه عن حاله، فقال: كنا مقفلين من أفريقية فغرقت سفيتتنا منذ أيام وما زلت أسبح حتى وجدت الموت فلم أشعر إلا بالغوث من ناحيتكم.
فسبحان من أسهر هذا الملك في قصره حتى استخرج هذا الغريق من تلك الظلمات ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة الوحشة، لا إله إلا هو سبحان {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 62] فسبحانه لا إله إلا هو.
تمت الأدعية المسماة بـ "العدة عند الكرب والشدة" وللَّه سبحانه المنة وبه التوفيق والعصمة وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى اللَّه وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبت في القسطنطينية في شوال سنة 1130.
* * *