الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق
الشيخ الدكتور: حارث الضاري
مطالب السنَّة وغيرهم من القوى الوطنية المعارضة للاحتلال في مقدمتها إنهاء الاحتلال، فرحيل قوات الاحتلال من العراق؛ لأن كل ما حصل للعراق والعراقيين من أذى وسوء وشر هو بسبب الاحتلال. المطلب الأول لكل عراقي وطني واعي ينبغي أن يكون هو رحيل الاحتلال.
مطالبة إيران برحيل الاحتلال مطالبة أعتقد أنها غير صادقة؛ لأن هناك من الأدلة ما يؤكد أنها غير صادقة وغير جدية؛ إنها توصي حلفاءها في العراق بأن يطيعوا الأمريكان وأن يتعاملوا معهم إلى أبعد الحدود، ثم إن تصريحات بعض مسؤوليهم تدل على أنهم لا يريدون رحيل الاحتلال، ولكن يريدون تصعيد الأزمة في العراق، ويبقى العراق هكذا مغموساً في وحل المشاكل والجرائم والفوضى وما إلى ذلك لكي يدخلوا، ولكي يتمكنوا أكثر فأكثر في العراق؛ إذ صرح أحد مسؤوليهم بقوله: «إننا ندعم بعض الجهات التي تقاوم الاحتلال، حتى تلك الفصائل المتطرفة التي تقتل الشيعة» فلما قيل له: لماذا تدعمونهم وهم يقتلون الشيعة وقتلوا محمد باقر الحكيم؟ قال: «هذا الموضوع غير مؤكد؛ فمصلحة إيران الاستراتيجية والوطنية تقتضي أن ندعم هؤلاء ليبقى الوضع في العراق على ما هو عليه» . قال ذلك بهذا المعنى ونقله عنه مصدر إيراني في بعض الصحف والفضائيات المعروفة.
المعارضون للاحتلال من أهل السنة وغيرهم لا يطالبون برحيل الاحتلال عن فراغ؛ وإنما لأنهم يعلمون أن لديهم القدرة على أن يملؤوا هذا الفراغ، وإلا فلماذا طالبوا برحيل الاحتلال؟ هذا أولاً. وثانياً: ليعلم الجميع أن الاحتلال هو وراء المشاكل كلها، وأنه إذا رحل فإن الكثير من هؤلاء الذين يستخدمهم في العراق لإحداث الفتن سيرحلون برحيله، ومن ثم سيعود العراق إلى أهله وبإرادة أهله وبقوة أهله الذين سيملؤون الفراغ.
أعتقد أن الاحتلال إذا رحل سينسحب الغطاء عن هؤلاء العملاء الذين يعيثون فساداً في أرض العراق، والذين يقفون وراء الجرائم المنظمة ضد هذه الفئة أو تلك، ولا سيما الموجهة إلى أهل السنَّة؛ فرحيل الاحتلال هو بداية سحب الغطاء عن هذه الجهات المجرمة، ومن ثم ستكشف لبقية أبناء العراق، وسيكون دورها ضعيفاً، ولا بد لها من أن تختفي من على وجه الأرض.
الاحتلال يرفضه 90 بالمائة من العراقيين؛ أما من يرفض هذه الحكومة ومشروع إيران في العراق، وهو مشروع التقسيم فيزيدون عن 70 إلى 80 بالمائة، هناك تنسيق في الأهداف، في الأفكار، في المواقف، وقد بدت واضحة والحمد لله يوم صدور المذكرة باعتقالي، فكانت هذه المذكرة بمثابة استفتاء على الحكومة وعلى معارضيها؛ إذ إن الكثير من الجهات الوطنية العراقية من مرجعيات دينية ومن قبلية وسياسية وغيرها كلها استنكرت هذه المذكرة واستهجنتها وازدرت الحكومة التي أصدرتها، فكانت كما قلت بمثابة استفتاء وضع الحكومة وأنصارها في زاوية ضيقة.