مجله البيان (صفحة 4967)

أمير بتلر المدير التنفيذي للجنة الأسترالية في حوارالبيان:

كلما كثر الحديث عن الإسلام تعززت الدعوة

حاوره في ملبورن

سامي بن عبد الله الدبي خي

_ ضيفنا هو:

أمير بتلر هو أحد الشخصيات الإسلامية بأستراليا يشغل منصب المدير التنفيذي للَّجنة الأسترالية للشؤون العامة للمسلمين، وهي جمعية للدفاع عن الحقوق المدنية لمسلمي أستراليا. وقد سخر قلمه للكتابة عن القضايا الإسلامية في الصحافة المحلية والدولية، وتُرجمت بعض مقالاته الصحفية وبحوثه المتخصصة في القضايا الإسلامية إلى عشر لغات تقريباً. الأخ أمير يعتبر مرجعية رئيسة للإعلام الأسترالي ورجال السياسة في القضايا ذات العلاقة بالإسلام والمسلمين. منذ الحادي عشر من سبتمبر ركز الأخ أمير جهوده في الدفاع والذب عن الإسلام ضد تهمة التعصب الإسلامي المتبناة من قِبَل نظام بوش. بناءً على ذلك قام أمير بكتابة العديد من المقالات في الصحف الغربية مدافعاً بقوة عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومفنداً الافتراءات حول الدعوة السلفية. وقد أستفاد الأستاذ من أصله الإنجليزي في توضيح سوء الفهم المتاصل لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين الذي أدى إلى الصراع الحالي بين الحضارتين.

الأستاذ أمير بتلر من مواليد إنجلترا، وهاجر إلى أستراليا مع والديه منذ حوالي 18 عاماً واعتنق الإسلام منذ 8 سنوات. يعمل حالياً في حقل نظم المعلومات، وهو حاصل على الماجستير في الحاسب الآلي، ويقوم حالياً بتحضير درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي.

حاورنا الأستاذ أمير حول جهوده الحالية في الاستفادة من الإعلام من أجل توضيح الإسلام لغير المسلمين في أستراليا والدول الغربية. كما حاورناه بالتحديد عن وضع الإسلام والمسلمين في أستراليا. يعتقد الأخ أمير أن أستراليا التي تنتمي ثقافياً إلى الغرب تختلف عن بقية الدول الغربية، وأن النظام الاجتماعي السياسي الأسترالي له شخصيته المستقلة. إضافة إلى ذلك يوضح أمير أنه بينما دول غربية أخذت موقفاً متعصباً من المسلمين المقيمين بها إلا أن أستراليا كان لها موقف مباين ومتعاون مع مسلميها.

البيان: في البداية نرحب بكم.. ونرجو منكم وصف بعض ما تقومون به من أعمال لنصرة المسلمين والإسلام في أستراليا؟

? قبل أن أعتنق الإسلام كنت نشيطاً في الحقل السياسي على مستويات عدة؛ ولذا فقد تكونت لي دراية واسعة بالنظريات السياسية التي تتحكم في المجتمع الأسترالي خصوصاً والمجتمعات الغربية عامة. وكنت كاتباً وافر الإنتاج في القضايا السياسية. وبُعَيْد اعتناقي الإسلام وجدت أن هذا الدين في حاجة ملحَّة لمن يدافع عنه وعن الحقوق المدنية للمسلمين في وسائل الإعلام. ولذا قررت أن أكرس معرفتي للغرب وتاريخه ومؤسساته لخدمة الإسلام والمسلمين في أستراليا. شكلت منظمة أسميتها: «اللجنة الأسترالية للشؤون العامة للمسلمين» (صلى الله عليه وسلمMPصلى الله عليه وسلمC) لكي تمثل الإسلام في وسائل الإعلام، ولنشر الدعوة من خلال استعمال المنافذ المتوفرة للقارئ الأسترالي العادي وطرق الإقناع التي يستسيغها.

بدأت بكتابة مقالات في الصحف المحلية أشرح فيها الإسلام ومعتقداته، وأعلق فيها أيضاً على أحداث الساعة من وجهة نظر إسلامية. وأعلنت عن استعدادي للدفاع عن أي مسلم يعاني من مشكلة في عمله أو من صعوبة في الاتصال بمؤسسة حكومية. والحمد لله؛ فقد تيسر شيء كثير وأصبحت الآن، وبانتظام، مرجعاً معتمداً لدى وسائل الإعلام للقضايا التي تمس المسلمين.

شعرت في نفس الوقت بالحاجة إلى القيام بهذا العمل على مستوى عالمي، فأسست عبر الإنترنت مجلة عنوانها: «الكلمة الحق» (The True Word) نشرت فيها مقالاتي ومقالات صحفيين مسلمين آخرين. فوفرت لي هذه المجلة منبراً أَصِل من خلاله إلى مختلف أنحاء العالم.

البيان: هل لكم أن تحدثونا عن بعض القضايا الأساسية التي كتبتم عنها، وما منهجكم في تناولها؟

? القضايا تتغير بالطبع تبعاً للأحداث؛ فبعد الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر كرستُ كل وقتي لمحاولة شرح موقف الإسلام من العنف والإرهاب ضد المدنيين. وكنت دائماً أنطلق من حقيقة أنني كاتب أستطيع أن أناقش وأشرح وجهة نظر الإسلام، لكنني لست عالماً لأجتهد أو أفتي في القضايا المعقدة. يوجد أشباه مثقفين مسلمين كثر يعتقدون أن شهادة في العلوم الدينية أو القدرة على الكتابة في جريدة يكفيان لأن يتصرفوا مثل العلماء. وهذه إحدى أكبر المشاكل التي استشرت الآن في العالم كله. ولهذا السبب وجدتني أراجع كل قضية غير واضحة مع العلماء، ثم أصيغ رأيهم بالطريقة التي يفهمها غير المسلمين.

وفي الأشهر القليلة الماضية تركز الحديث باطراد عن الوهابية. وهنا حسب ما أعتقد تكمن المعركة الحقيقية. يوجد الآن توجه نحو اعتبار حركة الإصلاح السلفية التي جددها الإمام محمد بن عبد الوهاب حركة إرهابية «غريبة» في حقيقتها عن الإسلام. وقد كتبت مقالات عدة للرد على بعض هذه الافتراءات موضحاً أن الوهابية في الحقيقة لا تختلف عن الإسلام الصحيح، وأن الكثير مما علق بها من اعتقادات خاطئة ما هو إلا ادعاءات نشرها أعداء تقليديون لها ينتمون إلى الطرق الصوفية المختلفة أو الشيعة، ووجدت أن أنجع نهج لصد الهجوم الرامي إلى تلطيخ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو اعتماد مقولات علماء الدعوة أنفسهم لتوضيح أن الوهابية، على عكس ما يدعي بعضهم، لا تجيز قتل غير المسلمين دون سبب، ولا تقمع الأقليات. وبعد 11 أيلول كتبت تقريراً مفصلاً عن ردود فعل الطوائف المسيحية المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين. ومنذ ذلك الحين نشرت لي مقالات عديدة في مختلف القضايا، ووزعت في كل أنحاء العالم الإسلامي.

واشتغلت كثيراً بكتابة تقارير مفصلة، وراجعت كتاب ستيفن شفارتز عن الوهابية وعنوانه: (وجهان للإسلام: العربية السعودية (Two Faces of Islam: Saudi صلى الله عليه وسلمrabia فوجدت الكاتب قد استعمل في حجته وثائق لصوفيين أمريكيين دون الإشارة إليهم، ووثقت كل الأمثلة التي اعتمدها.

ولو أردت تحديد دوري في العالم الإسلامي لحددته في العمل على تقريب الغرب للمسلمين حتى يتيسر لهم فهمه، وكذلك شرح الإسلام ومعتقدات المسلمين ورغباتهم للعالم غير الإسلامي لتوضيح الصورة لديهم. وبما أنني ترعرعت في الغرب فإني أستطيع التحدث إلى الأستراليين دون حواجز، وأشعر أن ذلك سيمكنني ـ إن شاء الله ـ من تقريب الإسلام إليهم بطريقة أنجع.

البيان: بعد هذه التجربة الخصبة كيف تقيم تعاملك مع وسائل الإعلام؟

? الحمد لله.. إنني مسرور جداً بما حققته حتى الساعة؛ فأنا أتعامل مع أشهر جريدة في أستراليا، وأستطيع أن أنشر بها كتاباتي متى أردت. وقد وفقت في أن أجعل الناس يراجعونني بانتظام لتوضيح كل ما يمس الإسلام؛ حتى أصبحت الآن عاجزاً عن تلبية المطالب التي ترد عليَّ من أستراليا ومنشورات من وراء البحار لكتابة مقالات عن الإسلام.

وتمكنت أيضاً من ربط صلات متميزة ببعض الصحفيين فلم يعد تعاوننا يقتصر على الاستجابة للمطالب، بل تعدى ذلك للعمل سوياً. مثال ذلك: أقترح عليَّ بعض الصحفيين كتابة مواضيع أنشرها وبعد ذلك أستعين بها في كتاباتي.

إن أحد المشاريع التي أفكر الآن في القيام بها هو تنظيم رحلات للصحفيين المعتدلين وغير المنحازين لزيارة العربية السعودية والاطلاع بأعينهم على حقيقة الإسلام وعلى التصورات الحقيقية لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب. فهذا ما دأبت إسرائيل على فعله لزمن طويل من خلال وزارة الإعلام الإسرائيلية، وأظنه الطريقة الناجعة التي على المسلمين اتباعها شريطة أن تضبط وأن تنظم.

البيان: لكن من خلال خبرتك: هل يوجد كُتَّاب أستراليون يكتبون عن الإسلام دون تحيز؟ وإن وُجدوا؛ فما هي أهم المواضيع التي يتناولونها في كتاباتهم؟

? يوجد شيء من التحيز في كل كتابات غير المسلمين. بعضٌ من صحفيي هذا البلد يحاولون نقل الحقائق كما هي دون تحوير. وقد حاولت تشجيع هؤلاء وأظهرت لهم استعدادي لمساعدتهم في كتاباتهم. فمنهم مثلاً من أراد الاتصال بالعربية السعودية من أجل تعقيب على حدث أو مقالة، وهؤلاء وجَّهتهم لمن أثق بهم ويكونون قادرين على التواصل بنجاعة.

تُصنَّف الجرائد في أستراليا أساساً إلى يمينية (محافظة) ويسارية (متحررة) ، وتكون المواقف التي يتخذها هذا الطرف أو ذاك والتغطية التي يوفرها للقضايا المختلفة تابعة لإحدى الأيديولوجيتين. فوسائل الإعلام اليسارية مثلاً تعارض الحرب بشدة وتنقد موقف الحكومة (التي هي محافظة) . أما الجناح اليميني فهو مؤيد للحرب لكنه شديد المحافظة بالنسبة إلى بعض القضايا الاجتماعية؛ فهو يعارض أي قانون يسمح بالهيروين، وينتقد عدد حالات الإجهاض المتزايدة التي سمح بها لنساء شابات. وهو أيضاً يساند الدين. ولهذا فلا يمكن الكلام في الحقيقة عن جرائد تناصر الإسلام أو أخرى تعاديه. بل تتخذ المواقف حسب القضية. فجرائد الجناح اليساري تناهض الحرب؛ ولذا فهي تتعاطف مع طموح العراقيين لتقرير المصير، لكنها في نفس الوقت تتخذ موقفاً متصلباً تجاه الحجاب الذي ترى فيه «تعسفاً» . أما الجرائد اليمينية فلا تظهر موقفاً متصلباً مع الحجاب، لكنها تسارع في مهاجمة موقف المسلمين المناهض للحرب، وهكذا.

وبين هؤلاء وهؤلاء يوجد بالطبع صحفيون معتدلون ومنصفون نسبياً هؤلاء هم الذين نحاول أن نعمل ونبني علاقات معهم.

البيان: هذا جميل.. لكن هل تلحظ تأثيراً لمقالاتك في مواقف الحكومة الأسترالية وفي الرأي العام؟

? لقد حاولنا أحياناً التأثير في قرارات الحكومة، كما حصل في القرار الخاص بوضع قانون يمنع التمييز العنصري بسبب الدين. ونجحنا ـ والحمد لله ـ في حمل الحكومة في ولاية فكتوريا على سحب قانون منع التمييز العنصري بسبب العرق أو الدين. وبصورة أدق فإنه الآن يمنع على شركة أن تمانع في تأجير أحد لأنه مسلم كما يمنع عدم تمكين المسلم من استئجار سكن لنفس السبب.

كثيراً ما يتخذ البرلمان بحوثنا مرجعاً للاستشهاد، خصوصاً تلك البحوث التي تتعلق بالأحكام المسبقة المتحاملة على الإسلام في افتتاحيات الصحف الأسترالية. وعندما شرعت الحكومة الأسترالية في مناقشة إمكانية حظر جماعة التحرير الكشميرية المسماة «لشكار طيبة» (Lashkar-e-Taiba) اعتمدت بحوثنا مرجعاً لمساندة الرأي القائل بأن هذه الجماعة لا تمثل خطراً على أستراليا، ولا يجب حظرها.

وفي حالات أخرى توسطنا مباشرة مع أعضاء في البرلمان لمصلحة بعض أفراد الجالية الإسلامية بخصوص الهجرة مثلاً. فهناك حالات لرجال مسلمين من أستراليا تزوجوا من وراء البحار وواجهوا عدة مشاكل في جلب زوجاتهم معهم، وتوسطنا لدى معارفنا لحل تلك المشاكل.

أما الرأي العام فأعتقد أن تأثيرنا فيه هام جداً، وأهم ـ في الحقيقة ـ من تأثيرنا في الساسة. فقد حققنا بمقالاتنا الوافرة في الجرائد الأسترالية ـ ولله الحمد ـ تواصلاً مع ما يزيد بكثير عن المليوني قارئ كانت رسالتنا تصلهم بانتظام. وكانت ردود الفعل في العادة متفاوتة من مقالة إلى أخرى، لكننا نتلقى ثلاثين إلى أربعين جواباً من القراء معظمها إيجابية، والكثير منها يؤكد تأثر صاحبها بما قرأه في المقالة. وتصلنا أيضاً إثر نشر المقالات دعوات متكررة للتحدث عن الإسلام وقضايا الساعة في اجتماعات لغير المسلمين، وهذا أيضاً يبرز تأثيرنا في عقول الناس.

هناك شيء آخر نقوم به وهو مراقبة البرامج والكتابات التي ترد في وسائل الإعلام عن الإسلام وشؤون المسلمين في أستراليا وغيرها؛ وذلك حتى لا تتسرب للناس أحكام أو أخطاء مشينة للإسلام. وقد حدث أن نددنا باثنين من أبرز الصحفيين الأستراليين وأشهرهم بين القراء من أجل سرقاتهم العلمية وتشويه أعمال الآخرين. وفي حالة أخرى كتبت صحفية سلسلة من المقالات ادعت فيها أن اغتصاب النساء يعتبر لدى شباب الرجال المسلمين في أوروبا علامة النضج. واستشهدت لذلك بعدد من الأكاديميين الأوروبيين. فاتصلنا بكل هؤلاء الأكاديميين وأرسلنا لهم مقالتها وطلبنا منهم التعليق على ما ادعته. فاستاؤوا لاستعمال كتاباتهم بقصد تشويه صورة الدين الإسلامي، وكتبوا ردودهم على مقالتها. فجمعناها وقدمناها لشبكة تلفزية أخرجتها في برنامج لمشاهديها. وكانت النتيجة أن الصحفية المذكورة خسرت كل مصداقيتها؛ لأنها حرفت كتابات الآخرين لتكريس مفهومها الخاطئ عن الإسلام. ورغم مرور سنتين على هذا الحدث ما زال الناس يذكرونه. وفي مناسبة أخرى نددنا بصحفي نشر باسمه بياناً صحفياً يعود إلى قوات الدفاع الإسرائيلية. وسبَّب هذا الحدث أيضاً ضجة وصلت حتى البرلمان؛ حيث استشهد به على أنه مثال للأحكام الخاطئة المتأصلة في مفاهيم هذا المعلق.

البيان: هل يوجد تباين بين مواقف الحكومة الأسترالية والشعب تجاه المسلمين الأستراليين والمسلمين في كل أنحاء العالم؟

? من الضروري أن نذكر أن الحكومة الأسترالية لم تسئ معاملة المسلمين بالطريقة التي ما زلنا نراها في الولايات المتحدة الأمريكية. هوجمت بعض المنازل إثر تفجيرات بالي، لكن في ما عدا ذلك التزمت الحكومة في معظم الأحيان الاعتدال. ولهذا السبب لم نشهد رد فعل شعبي عنيف ضد الحكومة. ونظراً لطبيعة الثقافة الأسترالية وللارتياب والنفور المتأصلين في الشعب تجاه الحكومة؛ فمن المنطق أن نتوقع ردود فعل شعبية عنيفة لو عمدت الحكومة لتعنيف الأقلية المسلمة. فحتى المهاجمات القليلة للمنازل اعتبرت ممارسات جائرة وقوبلت باشمئزاز شعبي ونقد لاذع للحكومة برز في الصحف اليومية بانتظام في رسوم كاريكاتورية. ولم تكن تلك الممارسات في الحقيقة جائرة مقارنة بما كان يحصل في أميركا ذلك الوقت.

أما بالنسبة إلى موقف الشعب من السياسة الخارجية للحكومة فهناك معارضة صريحة وواضحة لمشاركة الحكومة في الحرب على العراق. فقد خرجت مظاهرة حاشدة ضمت مائتي ألف شخص يعارضون سياسة الدولة تلك. ويعتبر هذا العدد مرتفعا جداً وسابقة لا مثيل لها في التاريخ الحديث في مدينة لا يصل سكانها المليونين. وهذا دليل على العدد الهائل من المعارضين للسياسة الخارجية.

البيان: وهل يستطيع الشعب التأثير في قرارات الحكومة؟

? خلال المعارك الانتخابية تكون الحكومة أكثر تأثراً بآراء الشعب رغم أنها في هذه الحالة عادة ما تكون الموجهة للرأي العام لا التابعة له. مثال ذلك: قامت الحكومة في المعركة الانتخابية الأخيرة بتخويف الأستراليين من إمكانية «غزو» المهاجرين غير الشرعيين من أفغانستان والعراق لأستراليا. فقد لعبت بمخاوف الناس وأبرزت ما فيهم من شرور. واستطاعت بهذه الدعوى أن توجه الناس لانتخابها هي بدلاً عن المعارضة إذا كانوا يريدون قوانين صارمة وحكومة حازمة تقيهم شر ما قد يحدث.

أما في الأوقات الأخرى فالدولة، مهما كانت اتجاهاتها، يسوسها ما يمكن تسميته «بالنخبة» . وهذا يعود جزئياً إلى عزوف الأستراليين العاديين عن التدخل في السياسة المتشعبة للدولة.

وأما في السياسة الخارجية فالدولة مؤيد قوي لأميركا، وتناصر وجود تحالف عسكري معها. وقد تفوق في ذلك أية حكومة سابقة. ولعل هذا هو الاتجاه الذي يبدو أن معظم الأستراليين يعارضونها فيه.

البيان: ربما يكون من المفيد أن نسمع منكم عن تأثير الحادي عشر من أيلول على المسلمين؟ وهل أثر ذلك في الدعوة؟

? كان للحادي عشر من أيلول تأثير شديد على جماعات المسلمين سواء في أستراليا أو في الغرب؛ فقد أصبحوا في الواجهة بينما كنا قبل ذلك نواجه صعوبات جمة لنجد من بين الصحفيين من يريد سماعنا أو الكتابة عن مشاغلنا. هكذا فجأة اهتم كل الناس بنا. وقد أحدث لنا هذا التغير ارتباكاً في البداية؛ لأننا لم نكن مستعدين تماماً مثل جمع غفير نزلوا ضيوفاً في محل لم يكن مهيئا لاستقبالهم. واطلعت وسائل الإعلام عن كل مشاكل المجموعة الإسلامية وكتبت عن كل الانقسام وسوء التنظيم.

وعلى أية حال فقد أيقظ الحادي عشر من أيلول اهتماماً بالمسلمين أذهل كل الناس. فجأة امتلأت المكتبات بكتب تتناول الإسلام بالدرس، وأصبح المسلمون يتعقبهم الصحفيون حيثما كانوا ليتكلموا؛ بينما كنا في السابق نجاهد بشراسة ليرانا الناس أو يسمعونا. وهذا شيء إيجابي أحكمنا استغلاله واستطعنا تكوين روابط مع وسائل الإعلام وتحسين وضعنا.

وكلما كثر الحديث عن الإسلام والنظر فيه تتعزز الدعوة؛ لأن الكثير يكتشفون عند قراءتهم عن الإسلام أنه الدين الحق فيعتنقونه. لقد كان الأمر كذلك بالنسبة إلى الغرب، ولا أظن أستراليا قديماً أو الآن شاذة عن القاعدة؛ فقد كان الذين اعتنقوا الإسلام بعد الحادي عشر من أيلول بأشهر أكثر عدداً من الذين اعتنقوه في السنة السابقة، ونفد كل ما لدينا من مادة مطبوعة عن الإسلام وخاصة نسخ القرآن، ووجدنا أن الطلب يفوق العرض.

من هذا المنطلق يعتبر الحادي عشر من أيلول إيجابياً جداً للدعوة في أستراليا. بالطبع تسبب أيضاً في مشاكل مثل التعسف والتفرقة العنصرية اللذيْن واجه بهما الناس المجموعة المسلمة. لكن، إحقاقاً للحق، فإن ما نتج عنه من فوائد في هذا البلد فاق ـ في تقديري ـ بكثير المساوئ التي نتجت عنه.

البيان: رأيت أن عدداً كبيراً من الأستراليين يعارضون مساندة حكومتهم لأميركا. ما هي الأسباب السياسية والاقتصادية أو الاجتماعية وراء ذلك؟ وهل تعتقد أن أستراليا نظام تابع لأميركا؟

? أولاً: يملك الأستراليون إحساساً قوياً بالحرية؛ فهم يرون أنفسهم مختلفين عن الشعوب الأخرى؛ وهذا يعني أنهم يتوقعون من حكومتهم أن تكون حرة؛ كذلك أن تأخذ قراراتها تبعاً لما يرى فيه الأسترالي مصلحة له. وعندما أعلنت الحكومة مشاركتها في الحرب على العراق عارضها الكثيرون إن لم نقل الأغلبية التي رأت في هذه الحرب عملية عديمة الجدوى ولا مصلحة لأستراليا فيها.

أما العنصر الثقافي الثاني: فيتمثل في العداء التقليدي الذي يشعر به الأسترالي إزاء الأميركي. من الصعب أن نحدد مصدر هذا الشعور، لكن بعضهم يرجعه إلى القواعد الأميركية التي تمركزت خلال الحرب العالمية الثانية في أستراليا وجلبت مشاكل اجتماعية (كالمخدرات والأمراض الجنسية وغيرها) . وهناك أيضاً عنصر ثالث وهو أن الثقافة الأميركية والثقافة الأسترالية يتناقضان؛ فالأستراليون منكمشون ويتبعون فطرتهم، ولا يأخذون أنفسهم أو بلدهم بجد صريح. فلا توجد بينهم «وطنية» بالشكل المتعارف عليه في أميركا.

إذا أنت نظرت إلى الصور الكاريكاتورية في الصحف فسترى الوزير الأول الأسترالي غالباً إما في صورة كلب يقوده جورج بوش حيثما شاء أو في صورة راعي البقر بجانب الشريف أو العمدة. هكذا يرى الكثير من الأستراليين زعيمهم تابعاً لأميركا. وقد شارك في هذه المعارضة لسياسة الدولة حتى الوزراء الأُوَل الذين سبقوه مثل مالكولم فريزر وآخرون غيره. وهذا مؤشر على أن السخط ضده متفش في كل طبقات المجتمع.

فهل أستراليا نظام تابع؟ أعتقد أنها كذلك في عدة نواح؛ فرغم المعارضة الشعبية الواسعة للحرب ضد العراق، هذه الحرب التي مجها الناس وأصبحت قضية ملتهبة، أصرت الحكومة على المشاركة فيها. وآثر الوزير الأول علاقته مع أميركا على علاقته مع شعبه.

البيان: هل تغير وضع الأستراليين بالنسبة إلى المعتقد عما كانوا عليه منذ مائة سنة؟

? أستراليا تختلف عن أميركا في المعتقد. المسيحية في أميركا لها تقاليدها القديمة المتأصلة التي جعلت منها قوة موجهة في المجتمع. أما أستراليا فليست لها تلك التقاليد. ولذا فإن الأسترالي الأبيض العادي لم يكن قط متعصباً لدين، وقد تعززت هذه الظاهرة بمرور الزمن. يجب أن نذكر أن الأميركيين هاجروا إلى أميركا فراراً من الاضطهاد الديني، أما الأستراليون فقدموا إلى أستراليا بعدما تمت إدانتهم. والكنائس هنا كثيراً ما تشتكي تناقص مرتاديها، وفي السنوات القليلة الأخيرة وصل الأمر بعدد كبير من الطوائف الدينية الأساسية إلى بيع كنائسها. وهذا يؤثر بالطبع في الثقافة عموماً، ولا نستثني الثقافة السياسية. فأنت تجد في أميركا مساندة عظمى لإسرائيل وتطابقاً ذاتياً مع «القضية الإسرائيلية» لانتشار الفكرة الإنجيلية بأن إقامة إسرائيل شرط مسبق لرجوع المسيح. لا وجود لمثل هذه الفكرة في أستراليا، وهي في الحقيقة فكرة مضحكة في تطرفها وتفاهتها. ولذا فإن الأستراليين لا يساندون إسرائيل ويركزون آراءهم على ما يرون لا على ما يمليه عليهم الإنجيل. ولنفس السبب فإن الساسة الأستراليين نادراً ما يذكرون إسرائيل أمام الملأ، وقليل منهم يتجرأ على التصريح بتعاطفه تجاه إسرائيل كما هو الحال في أميركا.

ومن جهة أخرى فإن طبيعة الدين في أستراليا قد تغيرت نظراً للهجرة، وأصبحنا نرى عدداً متزايداً من البوذيين. وهذا راجع للوافدين من جنوب شرقي آسيا بعيد نهاية حرب فيتنام.

الإسلام ينمو بسرعة، وذلك يعود أساساً إلى الهجرة لكن الدعوة أيضاً عززت اعتناق الكثيرين للإسلام. الآن يوجد ثلاثمائة ألف مسلم في أستراليا من أصل عشرين مليون نسمة.

البيان: وكيف تبدو ظروف هؤلاء المسلمين؟

? ينبغي من البداية أن نعرف أن هذه المجموعة جديدة، وأن 36% فقط منها مولودون بأستراليا. أما الباقون فمولودون وراء البحار، وجُلُّهم من حَمَلة الجنسيتين اللبنانية أو التركية. وهي أيضاً أقل ثقافة من الأقليات الأخرى وكذلك أخفضها تشغيلاً. فمن بين الرجال والنساء المسلمين القادرين على العمل 70% من الرجال و38% من النساء يشتغلون. و4.9% فقط من المسلمين لهم شهادات جامعية. ولهذا السبب نجد ما يقارب 50% من المسلمين عمالاً غير متخصصين و8.5% فقط من أصحاب المهن. وهذا من شأنه أن يحد من إمكانيات تقدمهم الاجتماعي والاقتصادي في مجتمع مثل أستراليا. وينبغي أن نعمل على إصلاح هذا الوضع في المستقبل.

البيان: هل للمسلمين من يتكلم باسمهم؟

? إن هذه إحدى الحالات التي نجد فيها إحدى أهم ركائز الإسلام حيث تمثل إحدى أعظم التحديات. فالإسلام؛ خلافاً لليهودية والنصرانية، ليس له كهنة أو قساوسة، ولا وجود في الإسلام لمفهوم القس الذي يدير الشؤون الدينية لشخص معين بالوكالة، أو الذي يتكلم باسم الإله وبنفس السلطة والحسم. ولهذا السبب لم يكن للدين الإسلامي تلك الغطرسة التي وسمت هياكل الديانات الأخرى على مر الزمن. وكيفما كان الحال فإن الحكومة ووسائل الإعلام في نظام مدني كالذي يدير أستراليا تتوقع أن كل دين يتمتع «بصوت واحد» . ولذا فإنهم إذا أرادوا التعرف على رأي الكاثوليك يتوجهون إلى رئيس الأساقفة، وإذا أرادوا رأي اليهود يتوجهون إلى الحاخام الأكبر.

وقد حاول بعض المسلمين في أستراليا سد هذه الثغرة وابتدعوا وظيفة المفتي الأكبر الذي أحاطوه بمستشارين عدة ولهم ألقاب غير رسمية. لكن ولسوء الحظ لم ينطق أي من هؤلاء باسم المجموعة الكبرى، واكتفى كلٌّ بتمثيل مجموعته أو طائفته وتجاهل الآخرين تجاهلاً يكاد يكون تاماً.

هذه مشكلة؛ والحل يكمن في إعلام المجموعة الكبرى أن المسلم إذا تكلم فهو لا يمثل كل الإسلام أو المسلمين؛ فعندما يقف أحدهم ـ مثلما حصل ـ وينسب أقوالاً أو أفعالاً للشيخ محمد بن عبد الوهاب أو غيره من علماء المسلمين ينبغي أن تفهم المجموعة الكبرى أن ذلك الرأي ليس القول الفصل. كذلك إذا قام أحد الناس ودافع عما حصل في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر مثلما فعل بعض الزعماء، فينبغي على المجموعة أن تأخذ كلامه مأخذ الاحتمال لا الحسم.

صحيح أنه في مجتمع متنوع مثل أستراليا من الطبيعي أن يكون المسلمون منقسمين إلى طوائف مختلفة في آرائها يستحيل أن يكون لها رائد وحيد. ما نفعله ونحاول فعله هو أن نقدم الرأي بعد التأكد من أنه يمثل الرأي الإسلامي الموثق لأهل السنة والجماعة. وهذا يزعج بعض الطوائف الأخرى أحياناً؛ لكنني أعتقد أن واجبنا الأول يكمن في تقديم الحقيقة كما نراها.

البيان: تحدثتم عن الإقبال الكبير للتعرف على الإسلام، فكيف يحصل الأسترالي العادي وغير المسلم على معلومات عن الإسلام؟

? يحصل الأسترالي العادي على معظم معلوماته عن الإسلام من وسائل الإعلام. والتحدي الحقيقي بالنسبة إلى الأسترالي المسلم يكمن في الطريقة التي تمكنه من معلومات إيجابية عن الإسلام ما دامت المعلومات المتاحة له أغلبها سلبي. الأستراليون يميلون بطبعهم إلى التشكيك في زعمائهم ووسائل إعلامهم؛ ولهذا فإن الكثير منهم لا يثقون في ما يقرؤونه، بل يحاولون تقصي الحقائق بأنفسهم. وكان هذا ما شهدناه في الإقبال المفرط على طلب المعلومات عن الإسلام إثر الحادي عشر من أيلول؛ وهذا مؤشر إيجابي يمنحنا فرصة ذهبية للتقدم في الدعوة.

الأستراليون مقبلون على الإسلام، والعجب أن معظم هؤلاء نساء. يبدو هذا مذهلاً؛ لأن الكثير مما يؤخذ عن الإسلام في هذا المجتمع هو الفكرة التي يروجها خصومه عن رؤيته للمرأة والادعاء بأنه هاضم لحقوقها. والمنظمات النسائية تجد حرجاً كبيراً الآن في مواجهة هذه الحقيقة ورؤية أخواتهن متحمسات لاعتناق الإسلام. أما السبب الأساسي لاعتناق الأستراليين للإسلام فهو مَلْء الفجوة الروحية الكبرى التي يشعر معظمهم بها؛ فهم يقضون حياتهم يبحثون عن مخدر يطفئ ذلك الإحساس، ويجدون ملجأً في الكحول أو ارتياد الملاهي مثل قاعات السينما والموسيقى، وبالتأكيد لا يجدون في النهاية ضالتهم في أي من هذه المسليات، وينتهي الأمر بالكثير منهم إلى الدين. والأستراليون عندما يبحثون عن الدين يتجه جُلُّهم إلى أديان أخرى غير المسيحية التي سبق أن أُتخموا بها، ويكون آخر مطافهم الإسلام.

البيان: كيف يتعامل مسلمو أستراليا مع الفكرة الرائجة في وسائل الإعلام أن المسلمين في أستراليا يجب وضعهم تحت المجهر؟

? نحن نرحب بفحص وسائل الإعلام للإسلام شريطة أن تكون عادلة، وأن تعترف بوجود فرق بين الإسلام والمسلمين؛ إذ من المهم أن تفرق بين ما جاء به الإسلام وبين ما يصدر عن بعض معتنقيه أحياناً من أفعال.

إن كل إشهار في الحقيقة مفيد بعض الشيء. لقد حاولت وسائل الإعلام تشويه صورة المسلمين إلى حد بعيد إثر الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، واعتقد بعض أن الناس سيكرهون الإسلام، لكن العكس هو الصحيح ولله الحمد؛ فبقدر الشراسة التي أبدتها وسائل الإعلام في شجب الإسلام كانت رغبة الناس في معرفة فحواه، وكان الطلب على الكتب والأشرطة المسجلة والوسائل الإعلامية الأخرى حول الإسلام لا يصدق.

أعتقد أن لا وجود لشيء في الإسلام لا يمكن الدفاع عنه أو شرحه بطريقة تجعل أي إنسان منصف يقبله. وما دام الأمر كما ذكرت فإنني لا أتهرب أبداً من مناقشة أكثر القضايا إثارة للجدل مثل دور المرأة في الإسلام أو منعه الاختلاط بين الجنسين أو حتى فكرة أهل الذمة تحت دولة مسلمة. يمكن مناقشة كل من هذه القضايا من وجهات نظر اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلمية وبطريقة واضحة وشاملة دون الالتجاء لتسوية تطمس فيها الحقيقة. وهذا هو المجال الذي أعتقد أن عملنا فيه هام وفريد في المجتمع الأسترالي.

البيان: المسلمون في أستراليا يحاولون الاندماج في المجتمع الأسترالي، فما التحديات التي يواجهونها؟

? إنهم يواجهون تحديات عديدة. التحدي الأول والظاهر هو كيفية ملاءمة المعتقدات الإسلامية مع متطلبات مجتمع مدني حديث. مثال ذلك: إلى أي مدى وبأي طريقة يستطيع المسلمون الأستراليون المشاركة في النظام السياسي المدني؟ هل نرشح مسلمين للبرلمان؟ هل نشارك في الانتخاب؟ هل ندعم أحزاباً سياسية؟ هذه كلها مسائل تنتظر الحل.

وأهم من ذلك كله ينبغي أن نحاسب أنفسنا ونعترف بنقائصنا الأساسية. فالمسلمون هنا لم يعتبروا أبداً الاندماج الواعي في المجموعة الكبرى ضمن أولوياتهم؛ ولهذا السبب ما زلنا نجد في مدن كبيرة مثل سدناي أكواخاً حيث يقضي الشخص نهاره وينام ليله دون الإحساس بحاجة لاستعمال اللغة الإنجليزية أو حتى للتعامل مع شخص آخر غير مسلم. وقد أوجد هذا السلوك شعوراً عدوانياً لدى غير المسلمين الذين أصبحوا يعتبروننا «أجانب» و «غرباء» ، وليس هذا مفيداً للدعوة. إننا نحتاج إلى الاندماج، ولست أعني بذلك الانصهار أو الذوبان. كل ما أعنيه هو أننا نحتاج إلى العمل مع المجموعة الكبرى وإلى مشاركتها حياتها بالقدر الذي نستطيع؛ لكن ليس علينا أن نفرِّط في ثقافتنا أو في قيمنا لإرضاء الآخرين.

سأورد لك مثالاً من الواقع: منذ سنتين نظمنا مجموعة من الشباب المسلمين للالتحاق بالمشفى المحلي والمساعدة في بناء جناح جديد معد للمراهقين. وكان هذا سلوكاً دعوياً ناجعاً؛ لأنه بمثابة إرسال رسالة لكل الناس بأننا نريد النهوض بالمجتمع وبأننا نرفض أن نكون مجرد حمل ثقيل يستفيد بكل شيء ولا يفيد في شيء. إن أعمالنا هي أنجع طريقة للدعوة، وعلينا أن نندمج إذا أردنا أن نظهر للمجتمع شخصية المسلم الرائعة وفوائد الإسلام العظيمة.

البيان: كيف ترى مستقبل الإسلام في أستراليا؟

? المستقبل بالنسبة إلى الإسلام في أستراليا واعد بعون الله؛ فالكثير من الأستراليين يعتنقون الإسلام. ما زلنا نواجه بعض المشاكل مع الدولة لكننا نستطيع ممارسة ديننا والدعوة إليه بحرية. أعتقد أن هذا الجيل عندما يؤصل نفسه شيئا فشيئا سيصبح الإسلام أقوى مما هو عليه الآن. كان الجيل السابق جاهلاً ومتشبثاً بالتقاليد الثقافية، لكن هذا الجيل يميل إلى تطبيق الإسلام على منهجية السلف، وهذا مفيد للدعوة كما هو مفيد للمجموعة. وكلما أصبحت المجموعة أكثر تعلماً نما ثراؤها، ونأمل أن يحسن ذلك مستوى البنية التحتية في البلاد.

أنا متفائل جداً بمستقبل المجموعة هنا، وأدعو الله أن يجعل مسلمي هذا البلد وسيلة تقود الناس للإسلام ولا تنفرهم منه. علينا أن نتذكر بأن ديننا لا يقوم على ما تحتويه الكتب لكن على سلوك معتنقيه ومعاملتهم للآخرين بمقتضى ما في تلك الكتب من الخير للعالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015